التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٧

ما دامت عقوبة الخطية هى الموت ، و قد مات المسيح عنا وخلصنا ، فلماذا إذن نموت ؟

ما دامت عقوبة الخطية هى الموت ، و قد مات المسيح عنا وخلصنا ، فلماذا إذن نموت ؟ لقد خلصنا المسيح من الموت الروحى و الموت الأدبى. فإن كان الموت الروحى هو الإنفصال عن الله ، فقد قال الرسول " صولحنا مع الآب بموت إبنه " ( رو 5 : 10 ) . و من جهة الموت الأدبى ، خلصنا منه الرب ، بأن أعادنا إلى رتبتنا الأولى. أعاد إلينا الصورة الإلهية. و كما يقول الرسول عن المعمودية " لأنكم جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح ، قد لبستم المسيح " ( غل 3 : 27 ) . ورد إلينا اعتبارنا الأدبى بأن صرنا أبناء لله ( 1 يو 3 : 1 ) . و هياكل لروحه القدوس ( 1كو 6 : 19 ) . كذلك خلصنا من الموت الأبدى. وفى هذا قال الكتاب " هكذا أحب الله العالم ، حتى بذل إبنه الوحيد ، لكى لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو 3 : 16 ) . و هكذا بموت المسيح عنا صارت لنا الحياة الأبدية. و خلصنا بموته من الموت الأبدى. و هذا هو الأساس فى الخلاص. أما الموت الجسدى ، فلم يعد موتاً بالحقيقة. ونعنى بالموت الجسدى ، إنفصال الروح عن الجسد .. وهذا نقول عنه للرب فى أوشية الراقدين " لأنه ليس موت لعبيد

لماذا لم يمت آدم و لم تمت حواء فى نفس يوم أكلهما من الشجرة ؟

قال الرب لأبينا آدم " وأما شجرة معرفة الخير و الشر، فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت " ( تك 2 : 17 ) . فلماذا لم يمت آدم و لم تمت حواء فى نفس يوم أكلهما من الشجرة ؟ يبدو أن صاحب السؤال، يركز على الموت الجسدى  وحده. بينما هناك أنواع من الموت ماتها أبوانا يوم أكلهما من الشجرة. 1- فهناك الموت الأدبى الذى فيه فقد أبوانا الصورة الإلهية التى كانت لهما على شبه لله و مثاله ( تك 1 : 26 ، 27 ) . و إذا الله يخاطب آدم بعد الخطية فيقول له " أنك تراب إلى التراب تعود " ( تك 3 : 19 ) . وهكذا صار تراباً بعد أن كان صورة الله. و من ظاهر هذا الموت الأدبى طرده من الفردوس ( تك 3 : 23 ) . وفى هذا الموت الأدبى فقد نقاوته و براءته التى  كانت له قبل أن يأكل من الشجرة. صار عارفاً للشر. و عرف أنه عريان ( تك 3 : 11 ) . 2- ومات أيضاً الموت الروحى ، الذى هو الإنفصال عن الله . و صار يخاف من الله ، و يختبئ منه. و يقف أمامه كمذنب و خاطئ. و الخطية هى موت ، كما قال الأب عن إبنه الضال " إبنى هذا كان ميتاً " ( لو 15 ) . و كما قال الرسول بولس عن الأرملة المتنعمة أنها &qu

جاء السيد المسيح و خلصنا بدمه .. فلماذا بعد الخلاص ، ما تزال العقوبة قائمة : الرجل يتعب ليأكل خبزاً، و المرأة بالوجع تلد أولاداً ؟

لقد أعطى الله عقوبة لآدم " بعرق وجهك تأكل خبزاً " ، " ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها " ( تك 3 : 19 ، 17 ) . أما العقوبة التى أعطاها لحواء فهى " تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً " ( تك 3 : 16 ) . ثم جاء السيد المسيح و خلصنا بدمه .. فلماذا بعد الخلاص ، ما تزال العقوبة قائمة : الرجل يتعب ليأكل خبزاً، و المرأة بالوجع تلد أولاداً ؟ فى الواقع إن عقوبة الخطية كانت هى الموت. و قد جاء المسيح ليخلصنا من الموت ، فمات عنا. هذه هى الوصية التى أوصى الله بها أبانا آدم : " .. و أما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها ، موتاً تموت " ( تك 2 : 17 ) . هذا أيضاً ما فهمته حواء، و ما ذكرته فى حديثها مع الحية : " و أما ثمر الشجرة التى فى وسط الجنة فقال الله : لا تأكلا منه و لا تمساه ، لئلا تموتا" ( تك 3 : 3 ) و هذا هو تعليم الكتاب. فقد قال الرسول بولس : " لأن أجرة الخطية هى موت " ( رو 6 : 23 ) . و عن هذا الموت قال أيضا : " و أنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب و الخطايا " ( أف 2 : 1 )

سمعت مَنْ يقول أن آدم أعظم من المسيح! لأنه إن كان المسيح قد ولد من إمرأة فإن آدم لم يولد أصلاً ؟ فما رأيكم ؟ و أيهما أعظم ؟

سمعت مَنْ يقول أن آدم أعظم من المسيح! لأنه إن كان المسيح قد ولد من إمرأة فإن آدم لم يولد أصلاً ؟ فما رأيكم ؟ و أيهما أعظم ؟ لا وجه للمقارنة إطلاقاً بين آدم و السيد المسيح. و على الرغم من ذلك سنذكر النقاط الآتية : 1- حقاً إن السيد المسيح قد ولد بطريقة معجزية لم يولد بها أحد من قبله و لا من بعده. أما آدم فلا علاقة له مطلقا بالولادة. إنه من تراب الأرض. وطبعاً التراب مرحلة أقل. آدم مخلوق من التراب ، من أديما الأرض، لذلك سمى آدم. أما السيد المسيح فمولود غير مخلوق. 2- المسيح هو كلمة الله ( 1 يو 1 : 1 ) . أما آدم فهو مجرد عبد لله. 3- السيد المسيح يتميز عن آدم بالقُدسية والكمال. فقد أخطأ آدم ، وجر العالم كله معه إلى الخطية. أما السيد المسيح فهو الوحيد الذى لم يخطئ لذلك سمى قدوساً ( لو 1 : 35 ).  إنه الوحيد الذى تحدى جيله قائلاً " من منكم يبكتنى على خطية ؟ ! " ( يو 8 : 46 ). 4- آدم نتيجه لخطيئته طرد من الجنة. أما المسيح فجاء ليخلص آدم و بنيه ، و يعيدهم إلى الفردوس مرة أخرى. فهل يعقل أن الذى طرد من الفردوس، يكون أعظم من الذى أعاده إليه ؟! 5- آدم مات، تحول إلى

نحن أبناء الله، نصلى قائلين " أبانا الذى فى السموات ". والمسيح أيضاً إبن الله. فما الفرق بين بنوة المسيح لله ، و بنوتنا نحن لله ؟

نحن أبناء الله، نصلى قائلين " أبانا الذى فى السموات ". والمسيح أيضاً إبن الله. فما الفرق بين بنوة المسيح لله ، و بنوتنا نحن لله ؟ المسيح إبن الله من جوهره و من نفس طبيعته الإلهية. لذلك فإن له نفس لاهوته ، بكل صفاته الإلهية .. وبهذا المفهوم استطاع أن يقول " من رآنى فقد رأى الآب " ( يو 14 : 9 ) . و كذلك قال " أنا و الآب واحد " ( يو 10 : 30 ) . فأمسك اليهود حجارة ليرجموه ، أنه بهذا يجعل نفسه إلهاً ( يو 10 : 31 ، 33 ).  و هذه الحقيقة أكدها يوحنا الإنجيلى بقوله " و كان الكلمة الله " ( يو 1 : 1 ) والمسيح ابن الله منذ الأزل ، قبل الزمان. إنه مولود من الآب قبل كل الدهور. و قد قال فى مناجاته للآب " مجدنى أنت أيها الآب عند ذاتك ، بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم " ( يو 17 : 5 ) . ولأنه قبل كون العالم ، لأنه عقل الله الناطق ، لذلك قيل " كل شئ به كان ، بغيره لم يكن شئ مما كان ( يو 1 : 3 ). أما نحن فبنوتنا لله نوع من التبنى و التشريف، و مرتبطة بزمان. قال القديس يوحنا الحبيب " انظروا أية محبة أعطانا الآب حت

يقول القديس بولس الرسول " و أعرفكم أيها الأخوة أن الإنجيل الذى بشرت به ، إنه ليس بحسب إنسان .. بل بإعلان يسوع المسيح "( غل 1 : 11 ، 12 ) فهل كان هناك إنجيل لبولس ؟!

يقول القديس بولس الرسول " و أعرفكم أيها الأخوة أن الإنجيل الذى بشرت به ، إنه ليس بحسب إنسان .. بل بإعلان يسوع المسيح "( غل 1 : 11 ، 12 ) فهل كان هناك إنجيل لبولس ؟! الإنجيل كلمة يونانية معناها بشرى. وقد استعملها بولس الرسول بهذا المعنى ، دون أن يقصد كتاباً معيناً. فقال فى بعض الأوقات " إنجيل خلاصكم " ( أف 1 : 3 ) أى بشرى خلاصكم  و قال " إنجيل السلام " ( أف 6 : 15 ) أى بشرى السلام أو البشارة بالسلام. و قال " إنجيل مجد المسيح " ( 2 كو 4 : 4 ) و " إنجيل مجد الله " ( 1تى 1 : 11 ) أى البشارة بهذا المجد. ولم تكن طبعاً أناجيل بهذه الأسماء و بغيرها. فعندها يقول بولس الرسول " إنى قد أؤتمنت على إنجيل الغرلة ، كما بطرس على إنجيل الختان " ( غل 2 : 7 ) . إنما بقصد أنه أؤتمن على حمل البشارة لأهل الغرلة أى الأمم ، كما أؤتمن بطرس على حمل البشارة إلى أهل الختان أى اليهود .. بشرى الخلاص و بشرى الفداء. دون أن يعنى طبعاً وجود كتاب إسمه إنجيل الغرلة ، و كتاب إسمة إنجيل الختان. ونفس المعنى يؤخذ فى كل تعبيرات الرسول. حي

أخذ التلاميذ الروح القدس ؟ هل حينما حل عليهم كألسنة نار فى يوم الخمسين ( أع 2 ) أم حينما نفخ الرب فيهم قائلا " إقبلوا الروح القدس " ( يو20 ) ؟

أخذ التلاميذ الروح القدس ؟ هل حينما حل عليهم كألسنة نار فى يوم الخمسين ( أع 2 ) أم حينما نفخ الرب فيهم قائلا " إقبلوا الروح القدس " ( يو20 ) ؟ لقد قبلوا السكنى الدائمة للروح القدس فيهم ، يوم الخمسين. وحينئذ تحقق وعد الرب لهم أن " يلبسوا قوة من الأعالى " ( لو 24 : 49 ) . وتحقق قوله أيضاً " لإن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى. ولكن إن ذهبت ، أرسله إليكم " ( يو 16 : 7 ).  وواضح من هذا النص ، أنهم سيأخذون الروح القدس بعد صعود السيد إلى السماء. و هذا ما حدث فى يوم الخمسين ( أع 2 : 2 – 4 ). أما حينما نفخ الرب فيهم ، فقد أعطاهم سر الكهنوت. وفى هذا الكتاب " نفخ و قال لهم إقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. و من أمسكتم خطاياه أمسكت " ( يو 20 : 22 ، 23 ) . أى أنه أعطاهم بالروح القدس سلطان مغفرة الخطايا. أو أنه أعطاهم الروح الذى به يغفرون الخطايا ، فتكون المغفرة من الله. ونفخة الروح هنا خاصة بهم ، و ليست لجميع المؤمنين إنما هى تخص من المؤمنين من يعلمون عمل الكهنوت من تلاميذ الرسل  ومن خلفائهم. أما حلول الروح القدس الذى نالوه يوم الخ

هل الروح القدس يعمل فى غير المؤمنين؟!

قرأنا فى قصة عماد كرنيليوس ، بينما كان بطرس يتكلم " حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة " حتى أن المؤمنين اندهشوا " لأن موهبة الروح القدس يمكن أن يعمل فى غير المؤمنين ؟ انسكبت حتى على الأمم أيضاً " ( أع 10 : 44 ، 45 ). فهل الروح القدس يمكن أن يعمل فى غير المؤمنين ؟ الروح القدس يعمل فى غير المؤمنين لكى يؤمنوا. إذ كيف يمكن أن يؤمنوا ، إن لم يعمل الروح القدس فيهم ؟ ‍ و هوذا الكتاب يقول : لا يستطيع أحد أن يقول إن المسيح رب إ لا بالروح القدس ( 1كو 12 : 3 ). وعمل الروح للإيمان ، غير سكناه الدائمة فى المؤمن. إن الروح القدس يمكن أن يعمل فى قلب إنسان غير مؤمن ليدعوه إلى الإيمان ، أو يجرى معه معجزة أو أعجوبة تكون سبباً فى إيمانه. و لكن بعد أن يؤمن ، لابد أن ينال الروح القدس بالمسحة المقدسة فى سر الميرون المقدس ، ليعمل الروح فيه على الدوام. ويمكن أن يعمل الروح فى غير المؤمنين لخير الكنيسة. كما قال الكتاب " نبه الرب روح كورش ملك فارس " ( عز 1 : 1 ) . و ذلك لبناء بيت الرب فى أورشليم .. والحوادث من هذا النوع كثيرة فى الكتاب المقدس

هل يمكن أن يتزوج البشر مع الشياطين ؟!

نسمع قصصاً يرويها البعض عن أن هناك من البشر من يتزوجون مع الشياطين و ينجبون أبناء. فما مدى صحة هذا الكلام ؟ و ما مصدره ؟ نحن لا نؤمن مطلقاً بها الأمر. وليس له أى سند عقيدى أو تاريخى. فلا نعرف أحداً من البشر يرجع نسبه إلى الشياطين. كما أن مثل هذا الكلام غير مقبول عقلياً. وعليه ردود كثيرة من الناحية العقيدية ، نذكر من بينها : الشياطين أرواح ، و ليست لهم أجساد تتوالد كالبشر. إنهم أرواح باعتبارهم ملائكة. و قد سماهم الكتاب أرواحاً ( لو 10 : 17 ، 20 ) . و قال عنهم إنهم " أرواح نجسة " ( مت 10 : 1 ) . وأنهم " أرواح شريرة " ( لو 7 : 21 ، أع 19 : 12 ).  فكيف للأرواح أن تتوالد ؟! و كيف لهم ككائنات ليست لها أجساد ، أن تلد كائنات لها أجساد. وطبعاً الجنس و الزواج لا يوجد بين هذه الأرواح. فالشياطين – وإن كان فقدوا قداستهم – إلا أنه لهم طبيعتهم الملائكية. و لذلك يقول سفر الرؤيا إنه حدثت حرب فى السماء بين ميخائيل و ملائكته و التنين ( أى الشيطان ) وملائكته " وحارب التنين و ملائكته .. فطرح التنين العظيم ، الحية القديمة ، المدعو إبليس و الشيطان ، الذى يضل

هل الجسد هو عنصر الخطية فى الإنسان ؟ و هو سبب كل خطية ؟

هل الجسد هو عنصر الخطية فى الإنسان ؟ و هو سبب كل خطية ؟ و عليه تقع مسئوليه الخطايا ، بحيث يمكن أن نسميه جسد الخطية ؟ وهل هو وحده يخطئ ، والروح مظلومه معه ، لأنها " تشتهى ضد الجسد " ( غل 5 : 17 ) ؟ .. وإن كان الأمر هكذا ، فـ لماذا خلق الله الجسد ؟! لو كان الجسد شراً فى ذاته ، ما خلقه الله. ولعلنا نلاحظ أن الله بعد ما خلق الإنسان من جسد وروح ، نظر إلى كل ما عمله ، فإذا هو حسن جداً ( تك 1 : 31 ).  إذن لم يخلقه الله عنصراً للخطية. و لقد عاش آدم وحواء فترة بالجسد فى الجنة بدون خطية ، و فى بساطة و طهارة و براءة ، قبل أن تدخل الخطية إلى العالم. ولسنا نستطيع أن نقول إن الجسد بدأ بالخطية ! وحقا هناك ثمرة محرمة وأكل  منها. و لكن سبق الأكل شهوة الألوهية ، وشهوة المعرفة ، و الشك فى كلام الله. ( و كل هذه أخطاء للروح ) ، و قد كان إغراء الحية واضحاً " لن تموتا " هنا الشك. و أيضاً إغراء الألوهية " تصيران مثل الله ، عارفين الخير و الشر " ( تك 3 : 5 ) أترى الروح قد اشتهت الألوهية والمعرفة ، فأسقطت الجسد معها ، فأكل من الثمرة لتوصله إلى كل هذا ؟! على

إلى أى مدى يمكن أن نقول إن المجنون يحاسب على خطاياه ، أو لا يحاسب ؟

المعروف أنه بحسب درجة عقل الإنسان وإدراكه يحاسبه الله ؟ والمجنون على درجات وأنواع. فهناك شخص مجنون فى نقطة معينة بالذات ، ويتصرف كما لو كان عاقلاً تماماً فى باقى النقاط ، بحيث أن الذى لا يعرفه ، لا يقول عنه إنه مجنون. وهناك جنون متقطع ، قد يشفى منه الإنسان ، و يرجع إليه. وهناك جنون مُطْبِق أى جنون كامل ، يكون العقل فيه مختلاً تماماً. والمجنون جنوناً مطبقاً ، لا يُحاسب على شئ إطلاقاً! فلا يُحاسب على أية خطية ارتكبها أثناء جنونه ، لأنه لا يدركها. إنما حسابه يكون على خطاياه السابقة للجنون فقط. و من وقت جنونه يعتبر كأنه قد مات ، فلا حساب. وفى باقى أنواع الجنون ، يحاسب على قدر إدراكه. وعلى قدر إمكانيته فى التحكم عقلياً فى تصرفاته. وإن كان الرب قد قال عن صالبيه " يا أبتاه إغفر لهم ، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون " ( لو 23 : 34 ) فكم بالأولى المجانين الذين هم فعلاً من الناحية العقلية " لا يدرون ماذا يفعلون " .. ؟ المصدر: كتاب سنوات مع أسئلة الناس - بقلم المتنيح البابا شنودة الثالث ( معلم الأجيال ) .

هل الضمير هو صوت الله ؟

لا، ليس الضمير هو صوت الله ، لأن الضمير كثيراً ما يخطئ ، وصوت الله لا يخطئ. وأكبر دليل على هذا قول السيد المسيح لتلاميذه " تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله " ( يو 16 : 2 ). وطبعاً هذا الضمير الذى يرى فى قتل التلاميذ خدمة لله ، لا يمكن إطلاقاً أن يكون هو صوت الله. وأمثال هذا كثير ..  الضمير قد يكون ضيقاً موسوساً ، يظن الخطية حيث لا توجد خطية ، أو يكبر من قيمة الخطية فوق حقيقتها .. و قد يكون الضمير واسعاً يسمح بأشياء كثيرة خاطئة ويبررها. و كلا النوعين لا يمكن أن يكون صوت الله ، لا الضمير الذى يصف عن البعوضة ، و لا الذى يبلغ الجمل ( متى 23 ) إن الذى يقتل إنتقاماً لمقتل أخيه أو أبيه ، وضميره يتعبه إن لم يثأر لدم قريبه ، هذا لا يمكن أن يكون ضميره صوت الله. وبالمثل الذى يقتل أخته إذا زنت ، لكى يطهر سمعة الأسرة ، لا يمكن أن يكون الذى دعاه إلى القتل هو صوت الله. بعض الناس يخلطون بين الضمير والروح القدس. صوت الله فى الإنسان ، هو صوت روح الله العامل فيه. و هذا لا يمكن أن يخطئ. أما الضمير فيمكن أن يخطئ. و كثيراً ما يتحمس الإنسان لعمل شئ ، و ضمي

لماذا خلق الله الإنسان ؟ هل خلقه لكى يعبده الإنسان ويمجده ؟

إن الله لم يخلق الإنسان لكى يعبده ويمجده ! فليس الله محتاجاً لتمجيد من الإنسان وعبادة. وقبل خلق الإنسان كانت الملائكة تمجد الله وتعبده. على أن الله لم يكن محتاجاً أيضاً لتمجيد من الملائكة ، هذا الذى تمجده صفاته. الله لا ينقصه شئ يمكن أن يناله من مخلوق ، إنساناً كان أو ملاكاً. وما أصدق تلك الصلاة التى يصليها الإنسان فى القداس الغريغورى قائلا للرب الإله " لم تكن أنت محتاجاً إلى عبوديتى. بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك " .. إذن لماذا خلق الله الإنسان ؟! بسبب جود الله وكرمه ، خلق الإنسان ليجعله يتمتع بالوجود. قبل الخليقة كان الله وحده. كان الله منذ الأزل هو الكائن الوحيد الموجود. وكان مكتفياً بذاته  وكان ممكناً ألا يوجد الإنسان ، و لا مخلوق آخر. ولكن الله من كرمه وصلاحه ، أنعم بنعمة الوجود على هذا العدم الذى أسماء إنساناً. خلقه لكى يتمتع بالوجود.  إذن من أجل الإنسان تم هذا الخلق. وليس لأجل الله. خلقه لكى ينعم بالحياة. وإن أحسن السلوك فيها ، ينعم بالأبدية. ونفس الكلام يمكن أن نقوله على الملائكة أيضاً .. إنه كرم من الله ، أن أشركنا فى هذا الوجود ، الذى

هل الإنسان مخير أم مسير ؟ وإن كان مخيراً ، فهل هو مخير فى كل شئ ؟

هناك أمور لا يجد الإنسان نفسه مخيراً فيها ! حقاً إن الإنسان لم يكن مخيراً من جهة الوطن الذى ولد فيه ، والشعب الذى نشأ بينه ، و من جهة الوالدين اللذين ولداه ، نوع البيئة التى أحاطت بطفولته وتأثيرها عليه ، وكذلك نوع التربية التى عومل بها. ولم يكن الإنسان مخيراً من جهة جنسه ، ذكراً كان أو أنثى . ولم يكن مخيراً من جهة شكله ولونه ، وطوله أو قصيره ، ودرجة ذكائه ، وبعض المواهب التى منحت له أو التى حرم منها ، و ما ورثه عن والديه .. الخ. و لكن الإنسان فى تصرفاته و أعماله الأدبية ، هو مخير بلا شك ! يستطيع أن يعمل هذا العمل أو لا يعمله. يستطيع أن يتكلم أو يصمت. بل إنه يستطيع – إن أراد – أن يصلح أشياء كثيرة مما ورثها ، وأن يغير مما تعرض له من تأثير البيئة والتربية. ويمكنه أن يلقى الماضى كله جانباً ، ويبدأ حياة جديدة مغايرة للماضى كله ، يتخلص فيها من كل التأثيرات السابقة التى تعرض لها منذ ولادته. وكم من أناس استطاعوا فى كبرهم أن يتحرروا من تأثيرات البيئة والتربية والوارثة التى أحاطت بهم فى صغرهم. وذلك بدخولهم فى نطاق تأثيرات أخرى جديدة ، عن طريق القراءة ، أو الصداقة والعشر