سمعت مَنْ يقول أن آدم أعظم من المسيح! لأنه إن كان المسيح قد ولد من إمرأة فإن آدم لم يولد أصلاً ؟ فما رأيكم ؟ و أيهما أعظم ؟
سمعت مَنْ يقول أن آدم أعظم من المسيح! لأنه إن كان المسيح قد ولد من إمرأة فإن آدم لم يولد أصلاً ؟ فما رأيكم ؟ و أيهما أعظم ؟
لا وجه للمقارنة إطلاقاً بين آدم و السيد المسيح. و على الرغم من ذلك سنذكر النقاط الآتية :
1- حقاً إن السيد المسيح قد ولد بطريقة معجزية لم يولد بها أحد من قبله و لا من بعده. أما آدم فلا علاقة له مطلقا بالولادة. إنه من تراب الأرض. وطبعاً التراب مرحلة أقل. آدم مخلوق من التراب ، من أديما الأرض، لذلك سمى آدم. أما السيد المسيح فمولود غير مخلوق.
2- المسيح هو كلمة الله ( 1 يو 1 : 1 ). أما آدم فهو مجرد عبد لله.
3- السيد المسيح يتميز عن آدم بالقُدسية والكمال. فقد أخطأ آدم ، وجر العالم كله معه إلى الخطية. أما السيد المسيح فهو الوحيد الذى لم يخطئ لذلك سمى قدوساً ( لو 1 : 35 ). إنه الوحيد الذى تحدى جيله قائلاً " من منكم يبكتنى على خطية ؟ ! " ( يو 8 : 46 ).
4- آدم نتيجه لخطيئته طرد من الجنة. أما المسيح فجاء ليخلص آدم و بنيه ، و يعيدهم إلى الفردوس مرة أخرى. فهل يعقل أن الذى طرد من الفردوس، يكون أعظم من الذى أعاده إليه ؟!
5- آدم مات، تحول إلى تراب بعد أن أكله الدود. ولا يعرف له أحد قبراً ولا مزاراً. أما السيد المسيح ، فإن جسده لم ير فساداً. و لم يقل أحد أن الدود قد أكل جسده، بل إنه صعد إلى السماء و جلس عن يمين الأب.
6- آدم لم يقم من الموت حتى الآن. ولا يزال ينتظر القيامة العامة. أما السيد المسيح فقد قام بمجد عظيم، و هو سيأتى فى آخر الزمان للدينونة، ليدين الأحياء والأموات.
7- لم نسمع عن آدم أنه كانت له رسالة فى هذا العالم. بل لا نعرف له تاريخاً سوى أنه خلق و أخطأ وطرد من الجنة و مات. و كان أحد بنيه هو أول قاتل فى العالم.
أما السيد المسيح فقد كانت له رسالة عظيمة هى الخلاص ، إذ حمل خطايا العالم كله ومات فداء عنه. كما أنه صحح الأوضاع الخاطئة فى جيله، و قام بهداية الناس فى جيله. و لم يعمل آدم شيئاً من هذا.
8- كان السيد المسيح معلماً ، ترك أعظم التعاليم لجيله و لكل الأجيال. و قد بهت الناس من تعليمه ( لو 2 : 47 ). أما أبونا آدم ، فلم يترك لنا أى تعليم ، و لا أية كلمة أو نصيحة !
9- السيد المسيح عمل معجزات لم يعملها أحد : منها إقامة الموتى ، و الخلق ، و معجزات شفاء عجيبة كشفاء المولود أعمى ( يو 9 ). و لم نسمع عن أبينا آدم أنه صنع معجزة واحدة ! .. فهل يمكن مقارنته بالسيد المسيح الذى قال عنه القديس يوحنا الحبيب إنه صنع معجزات أخرى لو كتبت واحدة فواحدة، ما كان العالم يسع الكتب الموجودة ( يو 21 : 25 ).
10- و كانت للسيد المسيح صفات القيادة. و كانت الآلاف تتبعه. أما آدم فما قاد أحداً حتى إمرأته. بل على العكس قادته هذه المرأة، حينما أعطته من الثمرة المحرمة فأكل مخالفاً للوصية !
11- كل هذا من الناحية البشرية. أما من الناحية اللاهوتية الخاصة بالسيد المسيح ، فلا نستطيع أن نقارن إنساناً مخلوقاً بهذا الذى " كل شئ به كان ، بغيره لم يكن شئ مما كان " ( يو 1 : 3 ). و هذه النقطة وحدها تحتاج إلى كتاب خاص فى لاهوت المسيح.
12- حقاً أباناً آدم هو أبونا كلنا. و لكن هذا شئ ، وكونه أعظم من المسيح شئ آخر لا يقبله عقل. بل أن كثيراً من أبناء آدم كانوا أعظم منه مع توقيرنا لأبوته.
المصدر: كتاب سنوات مع أسئلة الناس - بقلم المتنيح البابا شنودة الثالث ( معلم الأجيال ).
تعليقات
إرسال تعليق