قال الرب لأبينا آدم " وأما شجرة معرفة الخير و الشر، فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت " ( تك 2 : 17 ). فلماذا لم يمت آدم و لم تمت حواء فى نفس يوم أكلهما من الشجرة ؟
يبدو أن صاحب السؤال، يركز على الموت الجسدى وحده. بينما هناك أنواع من الموت ماتها أبوانا يوم أكلهما من الشجرة.
1- فهناك الموت الأدبى الذى فيه فقد أبوانا الصورة الإلهية التى كانت لهما على شبه لله و مثاله ( تك 1 : 26 ، 27 ). و إذا الله يخاطب آدم بعد الخطية فيقول له " أنك تراب إلى التراب تعود " ( تك 3 : 19 ). وهكذا صار تراباً بعد أن كان صورة الله. و من ظاهر هذا الموت الأدبى طرده من الفردوس ( تك 3 : 23 ).
وفى هذا الموت الأدبى فقد نقاوته و براءته التى كانت له قبل أن يأكل من الشجرة. صار عارفاً للشر. و عرف أنه عريان ( تك 3 : 11 ).
2- ومات أيضاً الموت الروحى ، الذى هو الإنفصال عن الله. و صار يخاف من الله ، و يختبئ منه. و يقف أمامه كمذنب و خاطئ. و الخطية هى موت ، كما قال الأب عن إبنه الضال " إبنى هذا كان ميتاً " ( لو 15 ). و كما قال الرسول بولس عن الأرملة المتنعمة أنها " ماتت و هى الحية " ( 1 تى 5 : 6 ). و هكذا لما سقط آدم ، الخطية انطبقت عليه العبارة التى قيلت لملاك كنيسة ساردس فيما بعد " إن لك إسماً أنك حى ، و أنت ميت " ( رؤ 3 : 1 ). إنه ليس ميتاً هذا الموت الجسدى ، إنما الموت روحى كما قيل عن الأرملة المتنعمة.
3- ووقع آدم و حواء أيضاً تحت حكم الموت الأبدى و لذلك منع أن يأكل من شجرة الحياة ( تك 3 : 22 ). و لما مات ذهب إلى الجحيم. و انتظر هناك خلاص المسيح.
4- أما الموت الجسدى ، فبدأ يعمل فيه. و صارت طبيعته مائتة. صارت طبيعته مائتة من لحظة أكله من الشجرة. و كما نقول فى القداس الإلهى " الموت الذى دخل إلى العالم بحسد إبليس ".
ولكن هذا الموت تأجل لأسباب و هى :
لو ماتا فى نفس الوقت ، لانقرض جنس الإنسان كله ، و ما كانت هناك بشرية ، و لا كنا نحن ولا كان صاحب هذا السؤال يسأل سؤاله بينما الرب كان قد بارك آدم و حواء و قال لهما " اثمروا و اكثروا واملأوا الأرض و أخضعوها " ( تك 1 : 28 ).
وكان لابد لبركة كثرة النسل أن تتم. ذلك لأن الله أمين فى مواعيده ، حتى لو كان الإنسان غير أمين. ثم إن إعطاء فرصة لمجئ هذا النسل ، سيعطى فرصة أنه من نسل آدم و حواء تأتى العذراء ، منها يولد المسيح ، الذى به يكون الخلاص ، و به تتبارك جميع قبائل الأرض ( تك 3 : 15 ، 22 : 18 ).
فتأجيل الموت كان لاوماً لمجئ المسيح و إتمام الخلاص. ولكن هذا التأجيل لا يمنع أن حكم الموت قد نفذ تماماً ، و فى الوقت ، فى كل النقاط التى سبق شرحها.
اقرأ أيضاً : جاء السيد المسيح و خلصنا بدمه .. فلماذا بعد الخلاص ، ما تزال العقوبة قائمة : الرجل يتعب ليأكل خبزاً، و المرأة بالوجع تلد أولاداً ؟
المصدر: كتاب سنوات مع أسئلة الناس - بقلم المتنيح البابا شنودة الثالث ( معلم الأجيال ).
يبدو أن صاحب السؤال، يركز على الموت الجسدى وحده. بينما هناك أنواع من الموت ماتها أبوانا يوم أكلهما من الشجرة.
1- فهناك الموت الأدبى الذى فيه فقد أبوانا الصورة الإلهية التى كانت لهما على شبه لله و مثاله ( تك 1 : 26 ، 27 ). و إذا الله يخاطب آدم بعد الخطية فيقول له " أنك تراب إلى التراب تعود " ( تك 3 : 19 ). وهكذا صار تراباً بعد أن كان صورة الله. و من ظاهر هذا الموت الأدبى طرده من الفردوس ( تك 3 : 23 ).
وفى هذا الموت الأدبى فقد نقاوته و براءته التى كانت له قبل أن يأكل من الشجرة. صار عارفاً للشر. و عرف أنه عريان ( تك 3 : 11 ).
2- ومات أيضاً الموت الروحى ، الذى هو الإنفصال عن الله. و صار يخاف من الله ، و يختبئ منه. و يقف أمامه كمذنب و خاطئ. و الخطية هى موت ، كما قال الأب عن إبنه الضال " إبنى هذا كان ميتاً " ( لو 15 ). و كما قال الرسول بولس عن الأرملة المتنعمة أنها " ماتت و هى الحية " ( 1 تى 5 : 6 ). و هكذا لما سقط آدم ، الخطية انطبقت عليه العبارة التى قيلت لملاك كنيسة ساردس فيما بعد " إن لك إسماً أنك حى ، و أنت ميت " ( رؤ 3 : 1 ). إنه ليس ميتاً هذا الموت الجسدى ، إنما الموت روحى كما قيل عن الأرملة المتنعمة.
3- ووقع آدم و حواء أيضاً تحت حكم الموت الأبدى و لذلك منع أن يأكل من شجرة الحياة ( تك 3 : 22 ). و لما مات ذهب إلى الجحيم. و انتظر هناك خلاص المسيح.
4- أما الموت الجسدى ، فبدأ يعمل فيه. و صارت طبيعته مائتة. صارت طبيعته مائتة من لحظة أكله من الشجرة. و كما نقول فى القداس الإلهى " الموت الذى دخل إلى العالم بحسد إبليس ".
ولكن هذا الموت تأجل لأسباب و هى :
لو ماتا فى نفس الوقت ، لانقرض جنس الإنسان كله ، و ما كانت هناك بشرية ، و لا كنا نحن ولا كان صاحب هذا السؤال يسأل سؤاله بينما الرب كان قد بارك آدم و حواء و قال لهما " اثمروا و اكثروا واملأوا الأرض و أخضعوها " ( تك 1 : 28 ).
وكان لابد لبركة كثرة النسل أن تتم. ذلك لأن الله أمين فى مواعيده ، حتى لو كان الإنسان غير أمين. ثم إن إعطاء فرصة لمجئ هذا النسل ، سيعطى فرصة أنه من نسل آدم و حواء تأتى العذراء ، منها يولد المسيح ، الذى به يكون الخلاص ، و به تتبارك جميع قبائل الأرض ( تك 3 : 15 ، 22 : 18 ).
فتأجيل الموت كان لاوماً لمجئ المسيح و إتمام الخلاص. ولكن هذا التأجيل لا يمنع أن حكم الموت قد نفذ تماماً ، و فى الوقت ، فى كل النقاط التى سبق شرحها.
اقرأ أيضاً : جاء السيد المسيح و خلصنا بدمه .. فلماذا بعد الخلاص ، ما تزال العقوبة قائمة : الرجل يتعب ليأكل خبزاً، و المرأة بالوجع تلد أولاداً ؟
المصدر: كتاب سنوات مع أسئلة الناس - بقلم المتنيح البابا شنودة الثالث ( معلم الأجيال ).
تعليقات
إرسال تعليق