اقرأ الجزء الأول من كتاب من يطعن فى النور؟ - كتب مسيحية صغيرة
ثانيا : نظرة تاريخية لقضية التحريف
أ – شهادة على البيليوغرافيا :
وهو علم إثبات المراجع وقد أثبت هذا العلم أن الكتاب المقدس هو أصدق الكتب القديمة فيقول العالم ازويك مونتجمرى : " لو إننا جعلنا مخطوطات العهد الجديد موضع شك لألزامنا ذلك أن نرفض كل الكتب القديمة لانه لا يوجد كتاب ثابت بيلوغرافيا مثل العهد الجديد "
والذين يحاولوا أن يطعنوا فى الكتاب المقدس يقولون : " أين النسخ الأصلية ؟" نقول لهم الآتى :
اولا : أننا نحف\تفظ بمخطوطات ترجع تاريخها إلى تاريخ الكتابة نفسه مثلا :
• مخطوط جون ريلاندز : الذى يرجع تاريخه إلى عام 120م وهذا لإنجيل يوحنا الذى كتب فى تسعينات القرن الأول وقد اكتشفت فى صحراء الفيوم بمصر وتوجد الآن بمكتبة جون ريلاندز بمنشستر بإنجلترا
وهذا يعنى أن هناك من عاصر كتابة النسخة الأصلية وكتابة هذا المخطوط بجانب مخطوطات أخرى :
• مخطوط بودمر : لإنجل يوحنا والذى كتب فى القرن الثانى
• بردية تشستربيتى : أغلب العهد الجديد وكتبت فى القرن الثانى وتوجد معظم مخطوطات هذه المجموعة فى دبلن
ثانيا : فى علم البيلوغرفافيا تم التأكد على صحة كتابات مؤرخين ومفكرين فى الأدب والفكر العالمى تفصل قرون كبيرة بين تاريخ كتاباتهم وأقدم نسخة موجودة بين أيدينا مثلا :
• كتابات سوفوكليس اليونانى : وهى تحتوى بعض الأساطير أقرب نسخة بين أيدينا ترجع إلى 1400 سنة بعد موته ومع هذا يعتبرونها نسخى أصلية
• كتابات تاسيتوى الرومانى المؤرخ : أقدم نسخة بين أيدينا ترجع تاريخها إلى 1100م بينما هو كاتب من القرن الأول الملادى
• كتابات أفلاطون : كتبت فى القرن الخامس قبل الميلاد وأقدم نسخة فى القرن التاسع الميلادى
• الإلياذة : كتبت فى القرن الثامن قبل الميلاد وأقدم نسخة فى القرن الرابع الميلادى
• كتابات هيرودوت المؤرخ العظيم : فى القرن الخامس قبل الميلاد وأقدم نسخة فى القرن الثامن الميلادى هذا يعنى أن العلم لا يعتمد بالمسافة بين النسخة الأصلية والنسخ الموجودة الزمنية ولكنه يضع فى حساباته مقاييس كثيرة للتأكد على صحة الكتابات
فإذا رفضنا كتابات هؤلاء المؤرخين لأنها ليست أصلية هذا يعنى أننا سنرفض تاريخ وكل فكر البشرية
ثالثا : إن الله لم يعطى وعدا بالحفاظ على النسخ الأصلية من الكتابات المقدسة المقدسة ولكنه أعط وعدا بالحفاظ على كلماته
ب – شهادة المخطوطات
عزيزى القارئ لدينا أقدم نسخة للعهد الجديد والتى يرجع تاريخها إلى 120م وهى بذلك تكاد تكون هى النسخة الأصلية لأن إنجيل يوحنا كتب عام 92م ولدينما أقدم نسخة للعهد القديم التى هى مخطوطات قمران وترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد أى قبل ميلاد ربنا يسوع المسيح وهذا يجعلنا نقارن بين بأيدينا وبين هذه النسخة كما أن هناك 5656مخطوط للعهد الجديد كاملا أو أجزاء منه باللغة اليونانية فقط وكثيرة من هذه المخطوطات ترجع تاريخ كتابتها بين القرن الثانى والرابع الميلادى وإذا أضفنا باقى المخطوطات التى سنعرضها يكون لدينا 24.000 مخطوط للكتاب المقدس
تلعب المخطوطات دورا هاما فى بناء ثقتنا فى الكتاب عبر أجيال التاريخ فيوجد الآن فى أنحاء العالم ما يقرب من 24.000 مخطوط للكتاب المقدس عهد قديم وجديد
وهذه المخطوطات تشهد على صمود كلمة الله أمام أى محاولة تعد أو طعن
1- المخطوطات الكاملة
• المخطوطات السينمائية : وترجع إلى سنة 340م وقد اكتشفت اكشفت فى دير سانت كاترين فى 1844م وهى تشمل العهد الجديد وأغلب القديم وتوجد الآن بالمتحف البريطانى
• المخطوطة السكندرية : القرن الخامس باليونانى وموجودة بالمتحف البريطانى
• المخطوطة الأفرامية : ترجع إلى سنة 450م وكانت نسخة من الكتاب المقدس ثم فى القرن الثانى عشر كشطها أحد الأشخاص ليكتب عليها عظات مار أفرام السريانى واستطاعواالعلماء أن يعيدوا ما كان مكتوب بالأدوات الحديثة وموجودة فى المكتبة القوميةة بباريس وهى باليونانى
2- من أهم هذه المخطوطات على سبيل المثال
* مخطوط الدياطسرون ( أ إتفاق الأربعة ) : ويرجع تاريخه إلى سنة 160م وقد كتبه قائد رومانى إسمه تاتيان وهو عن البشائر الأربعة وذكره يوسابيوس القيصرى فى تاريخه
* المخطوطة الفاتيكانية : وترجع إلى ما بين 325م و 350م وتوجد الآن بمكتبة الفاتيكان
* المخطوطة البيزية : وترجع إلى سنة 450م وتوجد الآن فى مكتبة جامعة كامبردج
* مخطوطة كلارومنت : وترجع إلى سنة 500م وتوجد الآن فى المكتبة القومية بباريس
3- ذلك بالإضافة إلى اكتشافات أخرى حديثة ومن أهمها
* مخطوطات وادى القمران ( لفائف البحر الميت ) : ويرجع تاريخها إلى ما بين 250ق.م إلى 100م وقد تم اكتشافها فى 1947م فى خرائب قمران القديمة على الشواطئ الشمالية الغربية للبحر الميت وتعتبر هذه المخطوطات من أهم المخطوطات التى تم اكتشافها لأسفار العهد القديم وترجع أهميتها إلى أنها تضم العهد القديم كاملا كما أنها تثبت تحقيق النبوات وذلك لأن تاريخها يرجع إلى ما قبل الميلاد
* مخطوط إنجيل متى : ويشتمل على جزء من إنجيل متى وهذا الخبر نشرته الآن جريدة الأخبار فى الصفحة الأولى بتاريخ 5\12\1994 ويوجد الآن بجامعة أكسفورد
* مخطوطات ارسنوى : ويرجع تاريخها إلى 125م وقد تم اكتشافها سنة 1877م بجنوب القاهرة وهى من المخطوطات المكتوبة على ورق البردى وتضم إنجيل يوحنا الذى كتب عام 90م تقريبا
ج- آباء الكنيسة
قراءات الكنيسة : يوجد 2135مخطوط للقراءات الكنسية من الكتاب المقدس يرجع تاريخها من القرن الثانى حتى الثامن الميلادى
وقراءات كنيسة : تعنى استخدام الكتاب المقدس داخل الكنيسة وفى العبادة العامة وهذا يعنى خط أخر شعبى أى محفوظ داخل الشعوب المسيحية من كلمات الكتاب المقدس فى العبادة اليومية وهذا دليل قاطع على استحالة دخول أى تحريف فى كلمات الكتاب المقدس
د- شهادة كتابات الآباء واقتباساتهم من الإنجيل
يشهد أيضا على سلامة نصوص الإنجيل الذى بين أيدينا الآن اقتباسات الآباء من المخطوطات الأصلية التى كتبها البشيرون الأربعة : متى ومرقس ولوقا ويوحنا ويرجع تاريخ هذه الاقتباسات إلى القرون الأولى للمسيحية بالإضافة إلى أن هذه الاقتباسات كانت كثيرة جدا إلى حد أن قال دافيد دالرمبل المحلل التاريخى :" لو ضاع العهد الجديد أو أحرق فى القرن الثالث الميلادى وقت الاضطهاد العيف لأمكن إعادة جمعه من الاقتباسات الموجودة فى كتابات آباء القرن الثانى والثالث "
ومن الآباء الذين اقتبسوا من المخطوطات الأولى
• كتابات القديس إكليمندس الرومانى ( 95م ) : وهو تلميذ مار بطرس وأقتبس 2400 آية فى كتاباته الذى يقول عنه العلامة ترتليان أنه تعين من بطرس الرسول ويقول عنه القديس إيرينئوس :" إن مواعظ الرسل لا تزال تدوى فى أذنية وعقائدهم أمام عينيه " وأقتبس هذا القديس فى كتاباته من إنجيل متى ومرقس ولوقا وأعمال الرسل ورسالة كورنثوس الأولى ورسالة بطرس الرسول الأولى ورسالة العبرانيين ورسالة تيطس
• القديس اغناطيوس أسقف أنطاكية ( 70م – 110م ) : كتب سبع رسائل قبل استشهاده أقتبس فيها آيات من : ( مت ، يو ، رؤ ، 1كو ، أف ، فى ، غلا ، كو ، يع ، تس ، 1تى ، 2تى ، 1بط )
• القديس بوليكاربوس أسقف سيمرنا وتلميذ مار يوحنا ( 70م : 165م ) : كتاباته مليئة باقتباسات من العهد الجديد
• القديس اكليمندس السكندرى ( 150م : 212م ) : أقتبس 40 آية من العهد الجديد فى كتاباته
• العلامة ترتليان أسقف قرطاجة ( 160م : 220م ) : أقتبس 3800 آية من الكتاب المقدس
• آباء ما قبل نيقية ( 325م ) : وأجمالا قبل مجمع نيقية توجد مخطوطات من كتابات الآباء بها 24.000 اقتباس من العهد الجديد يكاد تستطيع أن تجمع منهم كل العهد الجديد
• هيبوليتس : 1300 آية
ويقول القديس ايرينئوس : كما أن للعالم أربعة أركان وكما انتشرت المسيحية فى كل الأرض وكما أن الإنجيل هو عامود الكنيسة الأساسى ونسمة حياتها فإنه من الواجب أن تكون له أربعة أعمدة تبعث الخلود فى كل وتقدم الحياة الجديدة للبشر وهكذا فإن كلمة الله هو مهندس كل شئ الجالس على الشاروبيم ضابط لكل شئ بعد أن أظهر نفسه للناس أعطى الأناجيل فى أشكالها الأربعة ولكنها مرتبطة بالواحد "
هـ - شهادة كتب تاريخة لغير المسيحيين
* تاسيتوس الرومانى : يتكلم عن المسيح والمسيحيين وحريق روما
* سوستينوس : أحد رجال بلاط الإمبراطور هادريان يتكلم عن المسيحيون والمسيح
* يوسيفوس ( 37-100م ) مورخ يهودى : وهذا تكلم عن ربنا يسوع المسيح أنه شخص حقيقى صلب وإن أتباعه يقولون أنه قام وعن يوحنا المعمدان
* التلمود الأورشليمى ( 70 : 200م ) " علق يسوع فى ليلة الفصح "
* رسالة بيلنى الصغير ( 112م ) عن المسيحيين وعبادتهم لربنا يسوع
* هذا بجانب كل الآثار التى تشهد بحقيقة قصة الأناجيل
كما أننا نحتفظ أيضا بتفسيرات وعظات الآباء التى تؤكد البشائر والرسائل
ذلك بجانب طقوس الكنيسة الأولى المأخوذة من الإنجيل والتى تشهد له ولا تزال تحافظ عليها كنيستنا
وبالإضافة إلى المخطوطات وكتابات الآباء فإن هناك دراسات فى العهد القديم يحتفظ بها اليهود إلى الآن تؤكد سلامة الكتاب المقدس الذى بين أيدينا فمثلا لقد أحى اليهود عدد الآيات والكلمات والحروف وحددا الحرف الأوسط فى أسفار موسى والحرف الأوسط والكلمة الوسطى فى بقية الأسفار وهذا معناه ... أنه إذا تم تحريف أو إزالة حرف سيتغير هذا الحرف أو هذه الكلمة ولا يكون بعد مركزهفى الوسط ومن الملاحظ أن مخطوطات العهد القديم قليلة جدا ولذلك لأن اليهود كانوا يستخدمون المخطوطات فى عباداتهم الخاصة اليومية ولهذا كانت تتلف سريعا فكانت حينما تتآكل أو تتمزق وتصبح غير صالحة للاستخدام تحفظ فى خزانة وعندما تمتلئ الخزانة تجمع المخطوطات التى تمزقت وتحرق ثم تدفن ... ثم يحل الحديث منها محل القديم إذ أنهم كانوا يعتقدون أن جلال الكلمة فى أن تحفظ عل رقوق جديدة وفى مظهر بهى كما يوجد دليل آخر على دقة العهد القديم وهو نقل أسماء ملوك مصر وأشور وبابل وموآب إلى العبرية كما هى بالرغم من اختلاف اللهجة واللغة ولكن النقل كان بكل دقة وهو الأمر الذى قد لا نراه فى كتب الفراعنة وكتب وكتب التاريخ الأخرى
و- شهادة علماء الآثار
ولأن شهادات الآثار كثيرة جدا فسنكتفى بأن نقدم لك عزيزى القارئ شهادة أكبر علماء الآثار الذين اكتشفوا وقالوا الآتى :
* " إن تاريخ الكتاب المقدس صيحيح بدرجة مذهلة كما تشهد بذلك الحفريات والآثار " ... نلسون جويك
* " لا شك أن علم الآثار قد أكد صحة تاريخ العهد القديم فإنهدمت الشكوك التى قامت خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بعد أن أثبتت الاكتشافات دقة التفاصيل الكثيرة التى تؤكد قيمة الكتاب المقدس " ... وليم أولبرايت
* لقد محقت الاكتشافت اثرية نظريات النقد الحديد إذ أثبت مرارا كثيرة أن هذه النظريات ترتكز على افتراضات باطلة ونظريات تاريخية مصطنعة وغير صحيحة " ... ميلر باروز وعليه فإن شهادة علم البيليوغرافيا وشهادة المخطوطاتوكتابات الآباء واقتباساتهم وطقوس الكنيسة الأولى المأخوذة من الإنجيل وشهادة الآثار والدراسات الدقيقة التى قام بها اليهود للعهد القديم ... تؤكد جميعها سلامة الإنجيل من حدوث أى تحريف
ثالثا : شهادة القرآن عن الإنجيل ضد فكرة التحريف
إن القرآن يصف الكتاب المقدس بصفات جميلة فيقول عنه :
" فيها هدى ونور " ( المائدة 5 : 44 )
" وموعظة للمتيقن " ( المائدة 5 : 46 )
" الكتاب الكتاب المستبين " ( صافات 37 : 117 )
فالذى يصف أحد الكتب بهذه الصفات كيف يصفه فى ذات الوقت بالتحريف ؟ وبنظرة منطقية نجد أن القرآن يثبت صحة الإنجيل إذ يشهد فيه للتلاميذ ويحث على تصديقه والإيمان به وأن يحكم به أهل الكتاب والآية التالية توضح أن الله فى القرآن يقول عن التلاميذ أنهم صالحون فلا يمكن إذن أن يكونوا أشياء محرفة وذلك يعنى عدم إمكانية حدوث تحريف فى الإنجيل حتى وقت نزل القرآن فى القرن السادس الميلادى :
" يا أيها الذين امنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحوارين من أنصارى إلى الله " (الصف : ) وهذا يعنى أن التلاميذ ( الحوارين ) كانوا من أنصار الله
ولقد شهد القرآن بصحة نصوص الإنجيل وحفظها :
" وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولتك هم الفاسقون
بل وشهد أيضا لأحبار اليهود بأنهم حفظوها وأنها صالحة كحكم الله فيها :
" إنا أنزلنا فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما اسحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء " وقد يقول البعض أن الآيات السابق ذكرها من القرآن تتكلم عن التوراة والإنجيل الغير محرفين واليهم نسوق هذه الآيات من القرآن أيضا مع العلم بأنه لم يقل أبدا آمنوا بالتوراة أو بالإنجيل الصحيح حتى نفهم أنه يوجد توراة أو إنجيل غير صحيح :
" قل يا أهل الكتاب لسم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم " فكيف يطلب الله من أهل الكتاب أن يقيموا كتابا محرفا ؟
" يا أيها الذين أمنوا أمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه وسوله واليوم الأخر فقد ضل ضلالا بعيد " وهنا يحث الله المسلمين على الإيمان بالكتب بما فيها الإنجيل فيكف يكون محرفا ويطلب منهم الإيمان به ؟
" وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " ةهذا يعنى أن الله يطالب بتنفيذ التوراة الموجودة عندهم فكيف تكون محرفة ؟
" أفؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعلمون " أى أن الله يطلب الإيمان بكل الكتب
" ولا تجادولوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا أمنا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم والهنا والهكم واحد "
ويقول البعض أن الإنجيل قد جاء ليصحح ما حرف من التوراة وأن القرآن قد جاء ليصحح ما حدث من الإنجيل وإلى هؤلاء نقول أن هذا الكلام لا يتفق مع الآيات السابقة من القرآن بل وهناك آيات صريحة فى القرآن ضد هذا المفهوم وهى :
" وقفينا على أثرهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين " وهذا معناه أن السيد المسيح جاء مصدقا للتوارة وليس مصححا
" وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فأحكم بينهم بما أنزل الله "
وهذا يعنى أن القرآن يشهد على صدق الكتاب المقدس بل وأيضا يهيمن عليه أى يحفظه فيقول البيضاوى فى تفسيره ل ( مهيمنا عليه ) : " مهنيا عليه أى رقيبا على سائر الكتب يحفظها من التغير ويشهد لها بالصحة والثبات "
بل أكثر من هذا فإن القرآن يجعل الإنجل مرجعا
" فإن كنت فى شك مما أنزلنا إليك فسل الذين يقرءون الكتاب من قبلك " فكيف يجعل الله الإنجيل مرجعا إلا إذا كان صحيحا وسليما من التحريف ؟
ويؤكد القرآن على أن التوراة والإنجيل كلمات الله :
" ولا مبدل لكلمات الله " (الأنعام6: 34 )
" لا تبديل لكمات الله " ( يونس 10 : 64 )
" لا مبدل لكلمته " ( الأنعام 6 : 115 )
" ولن تجد لسنة الله تبديلا " ( الفتح 48 : 23 ) وقد يقول البعض أن الآيات السابقة قيلت عن القرآن فقط وهذه الفكرة تعنى أن كلمات التوراة والإنجيل ليست هى كلمات الله وأن الله لا يحمى إلا كلماته التى فى القرآن فقط وذلك يسقط قدسية كلام الله ويجعل كلامه متناقضا
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ( الحجر 15 : 9 )
فى الآية السابقة قد يقول البعض أنه يقصد بالذكر القرآن فقط وإلى هؤلاء تسوق لهم الآيتين التاليتين :
" ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وأتينا داود زبورا " ( الإسراء 17 : 55 )
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون " ( الأنبياء 21 : 105 ) فالذكر هنا لا يعنى القرآن بل التوراة لأن الزبور ( مزامير داود ) جاء بعد الذكر فلا يمكن أن يكون المقصود بالذكر هنا القرآن لأن القرآن جاء بعد الزبور بالطبع وليس قبله ويقول الجلالين فى تفسيره ( ص 357 ) : " أهل الذكر هم العلماء بالتوراة والإنجيل فإن كنتم لا تعلمون ذلك فإنهم يعلمونه وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحد "
وأخيرا يقول القرآن عن الإنجيل
" والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنونأولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون " ( البقرة 2 : 4-5 ) " قولوا أمنا بالله وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباطوما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا تفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون " ( البقرة 2 : 136 )
" ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر فقد ضل ضلالا بعيدا ( النساء 4 : 136 )
من كل ما سبق يتأكد لنا أن القرآن يشهد للإنجيل بصحة وأنه كلمات الله التى لا تتبدل وأنه صالح كحكم الله فليس من المنطقى أن يكون بعد كل ذلك محرفا ولعل البعض يقول : إذن قد يكون حرف نزول القرآن
فنقول لهم ما أسهل هذه القية فيوجد فى أنحاء العالم كله آلاف المخطوطات التى يرجع تاريخها إلى ما يترواح بين القرن الثانى قبل الميلاد إلى القرن السادس الميلادى فما أسهل أن نقرن بينها وبين الإنجيل الذى بين أيينا الآن لنثبت أن الإنجيل لم يتغير وأن ما بين أيدينا اليوم هو إنجل القرن السادس وما قبله وما بعده إلا أن هناك من يصرون على نغمة التحريف استنادا إلى بعض نصوص القرآن التى قيلت فى مناسبات لا يقصد بها أبدا الإشارة إلى أى تحريف فى الكتاب المقدس المقدس وحينما نعرف ما هى هذه المواقف التى قيلت فيها هذه الآيات سنتأكد تماما من صحة الكتاب المقدس والكلام الآتى لمفسرين أجلاء للقرآن وأعلام مفكرى الإسلام قد سطروا شهادتهم عن صحة الإنجيل ومن أمثال هؤلاء : الرازى – الجلالين – أبى جعفر الطبرى
وسنعرض الآيات المشار إليها وتعيق المفسرين عليها
1- " من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع مرعينا ليا بألسنهم وطعنا فى الذين " ( النساء 4 : 46 )
تفسير الرازى
أن قوما من اليهود يغيرون الكلام الذى أنزله الله فى التوراة من نعت محمد عن مواضعه التى وضع عليها ويقولون له إذا أمر بشئ سمعنا قولك وعصينا أمرك واسمع غير مسمع بمعنى الدعاء أى لا سمعت ويقولون رعنا وهى كلمة سب فى لغتهم
تفسير الجلالين
أى تحريف بألسنتهم وطعنا فى الإسلام
تفسير الطبرى
أن اليهود كانوا بسبون محمدا ويؤذونه بأقبح القول ويقولون له : " اسمع منا غير مسمع " كقول القائل للرجل يسبه :" اسمع لا أسمعك الله " أما كلمة ( رعنا ) فقد فسرها باإسناد عن ابن وهب بأن هذه الكلمة تعنى الخطأ فى الكلام وبناء على هذا لا يكون اليهود قد حذفوا شيئا من نصوص الكتاب أو زادوا عليه شيئا بل حوروا معنى الكلام بلى اللسان مماسبق نرى أن المقصود بالتحريف هو تحريف اليهود لكلام نبى الإسلام وليس كلام الإنجيل وهو تبديل المعنى بمخاطبة نبى الإسلام بلفظ يعنى فى لغة اليهود سبا بينما يعنى فى لغة العرب خطأ فى الكلام ولا صلة لها بصحة أو عدم صحة نص الكتاب المقدس
2- " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتب ويعفوا عن كثير " ( المائدة 5 : 15 )
تفسير الرازى
أن اليهود فيما كانوا يقرأون من التوراة بدلوا حكم الرجم على الزانى بالجلد
تفسير الطبرى
أن اليهود جاءوا إلى محمد يسألونه عن الرجم واجتمعوا فى بيت قال : " أيكم أعلم ؟ " فأشاروا إلى ابن صوريا فقال :" أنت أعلمهم ؟" قال " سل ما شئت " فقال :" أنت أعملمهم ؟" قال " إنهم يزعمون ذلك " فناشدوه بالذى أنزل التوراة على موسى مرفع الطور وناشده بالمواثيق التى اتخذت عليهم حتى أخذته رعدة فقال :" إن نساءنا حسان فكثير فينا القتل فأختصرنا فجلدنا مائة جلدة وحلقنا الرؤوس " فحكم عليهم بالرجم
3- وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قل من أنزل الكتب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها ونخفون كثيرا " ( الأنعام 6 : 91 )
بتفق البيضاوى والرازى والطبرى على الآتى :
المراد هنا هو تشويه الحقائق بكتمان بعض النصوص بمعنى أنهم كتبوا التوراة وأظهروا للناس كثيرا مما كتبوا وأخفوا كثيرا منها
4-" أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلم الله ثم يحرفونه من بعد ما علقوه وهم يعلمون "( البقرة 2 : 75 )
تفسير الطبرى
يحرفونه ... أى يبدلون معناه وتأويله ومناسبة ذلك أن بعض أهل العلم قالوا لموسى :" يا موسى قد حيل بيننا وبين رؤية الله عز وجل فأسمعنا كلامه حين يكلمك " فطلب ذلك موسى إلى ربه فقال الله لموسى أن يأمرهم بأن يتطهروا ويطهروا ثيابهم ويصوموا ففعلوا ثم خرج إلى الطور فلما غشيهم الغمام وقعوا سجودا وكلمه ربه فسمعوا كلامه يأمرهم وينهاهم حتى علقوا ما سمعوا ثم انصرف بهم إلى بنى إسرائيل فلما جاء إلى بنى إسرائيل حرف فريق منهم ما أمرهم به ... مما تقدم نفهم أن فريقا من علماء اليهود حوروا معنى الكلام الذى سمعوه وعلقوه ولكن الفريق الآخر تقيد بما سمع
5- " ومن الذين هادوا سمعون للكذب سمعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه " ( المائدة 5 : 41 )
تفسير الجلالين
إن هذه الآية قيلت فى جماعة خيبر فقد زنى منهم محصنات وكرهوا رجمهم فبعثوا جماعة من قريظة ليسألوا محمد عن حكمها الذى فى التوراة كآية الرجم والتحريف الذى اتهموه به هو أن يهود خيبر قالوا للذين أرسلوهم :" إن أفتاكم محمد بالجلد فاقبلوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا أن تقبلوه " ( الجلالين ص 150 )
تفسير الرازى
يقول الرازى فى المجلد الثالث من تفسير القرآن :" إن المراد بالتحريف هو إلقاء الشبه الباطلة والتأويلات الفاسدة وتحريف اللفظ عن معناه الحق إلى معنى باطل كما يفعل أهل البدع فى كل زمان بالأيات المخالفة لمذاهبهم "
هذا هو المعنى المقصود وهو تغير المعانة وليس تحريف الكلمات
وبعد كل هذا ... قد يصير البعض على تفسيره هذه الآيات على أنها تحريف فى الكلمات وليس المعانى فنعود ونسألهم : من هم الذين حرفوا بحسب هذه الآيات ؟ ألييس يهود شبه الجزيرة العربية ؟ لكن حينما نعلم أنه فى ذلك الوقت ( القرن السادس الميلادى ) كانت المسيحية قد انتشرت فى العالم كله والمسيحيون فى كل مكان من الأرض عندهم الأنجيل إذ أن ملايين النسخ كانت متداولة فالكنائس والأديرة والبيوت المسيحية فى كل العالم تحتفظ بالإنجيل فإذا حرفه اليهود أو مسيحيو شبه الجزيرة ( وهذا لم يحدث ) فليس لهذا أى تأثير إذ لا يستطيع شئ يحدث من جماعة صغيرة أن يؤثر على الإنجيل الموجود والمنتشر فى العالم كله
أحبائى ...
أننا نرد على هذه الأفكار حتى لا يهتز إيمان أى إنسان ضعيف وحتى يظن أحد أننا نؤمن بلا أساس ولكن إيماننا ثابت ورجاؤنا حى وعيوننا مفتوحة بقوة على خلاصنا
* صلاة *
يارب ...كثيرون تقدموا ليطعنوك تجاسروا عليك ولطموك بصقوا عليك وصلبوك لكنك بقوة لاهوتك احتملت الضعفاء والأغبياء والسفهاء احتملت آلام المهانة وأفكار كلا هؤلاء حتى حينما تشرق أمامهم ويرونك يرجعون عن قساوتهم وطرقهم المعوجة ويفهموا أنك مخلصهم وحبيب نفوسهم ليتك تحتملنى أنا أيضا حينما أكون ضيقا فى تفكيرى أو فى ضعفى وتقصيرى حتى أرجع واثقا فى كلامك ... الذى هو الحياة
الفصل الثالث : الكتاب المزعوم أنه إنجيل برنابا
• قصة هذا الكتاب
• أخطاء تاريخية
• أخطاء علمية
• الخرافات التى يذكرها الكتاب
• آراء بعض مفكرى وعلماء العالم العربى
بين الحين والآخر يظهر فى الافق موضوع هذا الكتاب الذى يشير إليه البعض على أنه الإنجيل الحقيقى وأننا لا نريد نحن المسيحيون أن نعترف به وسنروى قصة هذا الكتاب ونقرأ بعضا من أفكاره ثم نعرض لآراء المفكرين الإسلاميين الأجلاء الذين رفضوا هذا الكتاب أيضا معنا
• قصة هذا الكتاب
جاءت هذه القصة فى مقدمة النسخة الأسبانية لهذا الكتاب وهى نسخة يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر وهى كالآتى : أن هناك راهب يدعى ( فرامارينو ) من روما كان فى زيارة يوما إلى بابا روما ( البابا سكستوس ) عام 1585م وكانت هذه الزيارة فى المكتبة فعثر الراهب على كتاب القديس ايرينئوس الذى ينقض فيه تعاليم القديس بولس الرسول ويشير إلى كتاب يدعى إنجيل برنابا فأخذ الراهب يصلى إلى الله حتى وقع سبات على البابا فى المكتبة وأخذ الراهب يبحث عن إنجيل برنابا حتى وجده ولما درسه أسلم وبالرغم من سذاجة القصة وعدم منطقيتها إلا أنها أيضا لا يمكن أن تكون قد حدثت وذلك للأسباب الآتية :
1- أنه لا يوجد كتاب فى العالم كله للقديس ايرينئوس يهاجم فيه بولس الرسول أو تعاليمه فما هذا الخفى للقديس ايرينئوس الذى يناقض تعاليم القديس بولس الرسول ؟ ولماذا لم يعثر عليه أحد أو حتى يسمع به ؟
2- إذا كان هناك إنجيل يدعى إنجيل برنابا فلماذا لم يوجد له أى إشارة أو اقتباس منه فى كتابات الآباء ؟ فهل يعقل أن طيلة هذه القرون لم يوجد شخص واحد عنده من الأمانة ما يكفى كى يخبرنا بوجود هذا الكتاب ؟ فالله الذى أعطى سباتا على بابا روما لكى يجد هذا الراهب الإنجيل المزعوم ألم يكن قادرا أن يهدى أى شخص طيلة القرون الثمانية عشر كى يهدى به العالم ولا يتركهم مؤمنين بإنجيل مختلف تماما عن إنجيل برنابا إجمالا وتفصيلا ؟ وكيف يكون إنجيلا فى القرن السادس عشر ولا يكون له إلا نسخة واحدة فى الفاتيكان
3- إن كان هذا الكتاب له وجود أيام ظهور الإسلام ( فى القرن السادس الميلادى ) لوجدنا أى إشارة له فى القرآن فمثلا نحن نستطيع أن نثبت من المخطوطات التى اكتشفت وجود الأربعة أناجيل فى فترة قبل وأثناء وجود الإسلام مع وجود خلاف فى بعض المواضع بين الإنجيل والقرآن وهذه المواضع هى نفس المواضع التى يتفق فيها إنجيل برنابا مع القرآن فكان المنطقى بل ومن الأولى جدا أن يأتى ذكره فى القرآنوالتأكد على أنه هو الإنجيل الصحيح إذا كانت هذه هى الحقيقة ولكن هذا لم يحدث بل على العكس فإن أعظم مؤرخى الإسلام يذكرون أن الأناجيل أربعة وهى : متى ومرقس ولوقا ويوحنا كما هو مذكور فى الكتب الآتية :
* القول الإبريزى للمقريزى ص 18
* البداية والنهاية للإمام عماد الدين ص 100 ج 2
* مروج الذهب لابن الحسن المسعودى ص 161 ج1
4- كـ أفكار هذا الكتاب خرافات غير مقبولة فلقد حفل هذا الكتاب بأخطاء عديدة ومتنوعة فضحت فكر وشخصية كاتبه ومن هذه الأخطاء :
أ – تاريخية كثيرة .... منها
أدعى الكاتب أنه لبرنابا الرسولب وأنه أحد تلاميذ السيد المسيح الذين كانوا معه وهذا خطأ ساذج يلغى الكتاب من البداية من قبل أن نضطلع عليه لأن برنابا لم يكن من تلاميذ السيد المسيح بل إنه لم يره أبدا فبرنابا الرسول هو يهودى قبرصى آمن على يد الرسل بعد صعود السيد المسيح بتسع سنوات كما يذكر لنا سفر الأعمال ( أع 4 : 36 )
ب- أخطاء علمية وبيئية :
لقد وقع الكاتب فى أخطاء تؤكد لنا أنه يعرف جيدا الذى كان يتكلم عنه بل أنه لم ير أبدا الأماكن التى ذكرها ومن هذه الأخطاء :
• ص19-20-157-166 : يقول أن السيد المسيح ولد فى الناصرة وهذا خطأ بديهى إذ أنه من المعروف للجميع أن السيد المسيح ولد فى بيت لحم
• كما يقول أيضا أنه أورشليم هى ميناء على البحر ومن العروف أن أورشليم مدينة جبلية
• ص92 : يقول أن السيد المسيح أخذ تلاميذه إلى جبل سيناء ومكثوا هناك أربعين يوما وهم صائمين وهذا لم يحدث فلم يذهب السيد المسيح إلى سيناء
• ص3 : يقول أنه لما ولد السيد المسيح كان بيلاطس واليا على اليهوديى وهذا خطأ فادح إذ أن بيلاطس تولى الحكم من عام 26م إلى 36م
• ويقول أيضا أنه لما ولد السيد المسيح كان هناك وقت رئاسة حنان وقيافا للكهنة وهذا أيضا خطأ إذ أن حنان كان رئيسا للكهنة من عام 6م-15م وقيافا من عام 18م-36م
• ص320: يقول أن نيقوديموس وضع 100 رطل من العطور على جثة يهوذا وهذا خطأ لأن أول من أدخل استعمال الرطل هم العثمانيون فى القرن الرابع عشر
ج- الخرافات التى يذكرها الكتاب
لقد تأثر المؤلف بكتابات معاصرة له مثل دانتة وبعض أفكار الخرافات الغربية فلنستعرض بعض من هذه الخرافات ( المضحكة أحيانا ) التى لا يمكن أن يقبلها يهودى أو مسيحى أو مسلم ... بل ولا يقبلها أى إنسان له عقل يفكر ويزن الأمور :
• ص54-55 : " إن الله خلق كتلة من التراب لكى يصنع منها آدم وتركها 2500سنة دون أن يعمل بها شيئا فبصق الشيطان فأسرع جبرائيل وأزالها فخرجت مع جزء من التراب وهذه هى صرة الإنسان ... لا تعليق ابتسم فقط
• ص60: " إن الشيطان أوعز إلى الخيل أن تبعثر هذا التراب فأخذت اعدو فوقه فأعطى الله روحا لهذا الجزء من التراب النجس
الذى بصق عليه الشيطان فأصبح كلبا وأخذ ينبح حتى طرد الخيل .... وكأن الله قاصر على أن يطرد الخيل فأوكل هذه المهمة للكلاب
• ص55:" فى يوم الدينونة ستقوم حرب بين الأجرام السماوية وسيتحول القمر إلى كتلة دم ويتساقط الدم على الأرض والنباتات ستبكى بدل الموع دما ... لا تعليق ابتسم فقط
• ص44 :" أن يسوع قال : إن المكتوب فى التوراة عن العهد بإسحاق لم يكتبه موسى أو يشوع بل أحبار اليهود الذين لا يخافون الله
• ص184 :" أن يسوع قال : كل نبوة اعتراها الفساد ولا سيما الوارد منها فى كتاب موسى والمزامير "
هذا مع أن السيد المسيح استخدم العهد القديم ليبشر به عن نفسه ( لو 4 : 16-21 ) كما أنه بعد القيامة ظهر للتلاميذ وكان يفسر لهم من أسفار موسى وجميع الأنبياء الأمور المختصة به لكى يثبت لهم تحقيق جميع النبوات المكتوبة عنه ( لو 24 : 27 )
• ص155 :" إن الإنجيل سيبطل علمه عندما يأتى المسيح أو بالحرى نبى الإسلام إلى العالم " ...ولا نعرف أى ارتباط بين اسم المسيح ونبى الإسلام
• ص166 :" أن السماء عشر طبقات "
• ص93-210 :" الجحيم سبع طبقات مقسمة حسب الخطايا "
• ص27 :" إن خطايا البشر تعود كنهر إلى إبليس لأنه هو مصدرها " ويذكر كثيرا عن الخرافات التى تصف العذاب الأبدى والنعيم السماوى والتى تشبه كثيرا جدا ما كتبه دانت فى الكوميديا الإلهية
• ص85-110-270 : " أن يسوع قال للكهنة اليهود السامريين لا ندرى كيف يكونوا كهنة سامريين "
• ويقول أيضا :" أن المسيح قال أنه أنه ليس هو المسيا لكن المسيا هو محمد الذى سيأتى بعده " ... وهذه الفكرة فى غاية الغرابة لأن اليهود يعلمون جيدا النبوات التى تتكلم عن المسيا بل ويحفظونها جيدا ويدركون تماما بأن المسيا الذى سيأتى هو مخلصهم ... فهل كان نبى الأسلام هو مخلص اليهود ؟
• ص34 : " طلب الناس من يسوع أن يقيم ميتا فخاف كثيرا وأتجه إلى الله وقال : خذنى من العالم لأن هذا العالم مجنون وكدا الناس الذين فيه أن يدعوننى إلها " ... وهنا ينفى الكاتب إقامة السيد المسيح للموتى وهذا يتناقض تماما مع القرآن إذ أن إقامة السيد المسيح للأموات مذكورة فى القرآن أيضا
• ص286: " أن السيد المسيح قال : ليكن ملعونا كل من يدرج فى أقواله أنى ابن الله " والغريب أنه لم يذكر من الذى أعلم الذين يقولون أن السيد المسيح هو ابن الله ذلك فإن لم يكن المسيح نفسه هو الذى أعلمهم بذلك فكيف أمكنهم أن يطلقوا على أحد أنه ابن الله ؟
• ص 172 : " أن السيد المسيح قال : إنى لا أقدر أن أبكى بقدر ما يجب لأن الناس سيدعوننى ابن الله لذلك لا أذهب إلى الجن إلا عند يوم الدينونة " ... ومعنى هذا الكلام أن السيد المسيح الآن فى الجحيم وهذا يتناقض تماما مرة أخرى مع القرآن إذ أن الإنجيل يتفق مع القرآن فى أن السيد المسيح فى السماء وأنه نزيه فى الدنيا والآخرة
• ص128: يقول أن الله خلق العالم لأجل نبى الإسلام
• ص241 : يقول أن الله خلق نبى الإسلام قبل أن يخلق يسوع وأن آدم لما انتصب على قدميه رأى فى الهواء كتابة تتألق كالشمس " لا إله الإ الله محمد رسول الله " وأنه لما سأل الله عن هذا قال :" إن نفس محمد موضوعة فى بهاء سماوى قبل أن أخلق شيئا بستين ألف سنة " ثم كتب على ظفر يد آدم اليمنى " لا إله إلا الله " وعلى إبهامه اليسرى " محمد رسول الله " ....
والغريب أن يقول بأن محمد مخلوق قبل خلق كل شئ بستين ألف سنة و ( كل شئ ) نشمل الكواكب وحركتها ودورانها الأمر الذى عن طريقة يقاس الزمن فكيف يكون هناك سنوات محسوبة ( ستين ألف سنة ) قبل خلقة أى شئ ؟ فالسنة مقياس للزمن الذى لم يكن قد وجد بعد هذا إلى جانب عدم معقولية الموضوع أصلا فلماذا لم تكتب فى التوراة هذه القصة بينما يوجد فى التوراة هذه القصة بينما يوجد فى التوراة سفر التكوين الذى يتكلم فى أوله عن الخلق ؟ بالإضافة إلى وجود مخطوطات قديمة من قبل مجئ السيد المسيح للتوراة لم يرد فيها مثل هذا الكلام أبدا
• ص320،322 : يذكر بأن يسوع لم يصلب لكن الله وضع شبهه على يهوذا فصلبوه عوضا عنه ... وها على الرغم من عدم اتفاق علماء الإسلام الكبار – إلى الآن – على أن الشبه كان على يهوذا كما أن القرآن لم يذكر هذا أيضا وإذا رجعنا إلى ما كتبه هؤلاء العلماء الكبار سنجده مخالفا لهذه تماما :
- الرازى ج2 ص457
- ابن كثير ج1 ص366
- تاريخ اليعقوبى ج1 ص64
هذا إلى جانب أن حادثة الصلب يؤمن بها المسيحيون واليهود فى كل أنحاء العالم وقد ذكرها المؤرخون الرومان واليهود كما ذكرها أيضا المعاصرون لأمداث صلب السيد المسيح بالإضافة إلى وجود مكان الصلب وآثار الصليب وإكليل الشوك وكفن السيد المسيح الذى ثبت بعد الأبحاث العلمية البالغة التطور التى تمت عليه والتى قام بها فريق مترابط ضم علماء فى فروع الطبيعة والكيمياء والتشريح والتصوير مع علماء العهد الجديد والآثار والتاريخ أن هذا هو كفن السيد المسيح له المجد وأنه لا توجد لإطلاقا أى تناقضات بين نتيجة أبحاثهم العلمية المتطورة عن الكفن وبين ما تم ذكره فى الكتاب المقدس كل هذه الدلائل كافية تماما بالرد على تلك الإدعاءات
• وأخيرا اليك عزيزى القارئ بعض الآراء التى قيلت عن هذا الكتاب من كبار مفكرى وعلماء العالم العربى
كتب الأستاذ عباس محمود العقاد فى صحيفة الأخبار بتاريخ 26\10\1959 عن هذا الكتاب :" لوحظ فى كثير من عبارات الإنجيل المذكور أنها كتبت بصيغة لم تكن معروفة قبل شيوع اللغة العربية فى الأندلس وما جاورها وأن وصفه للجحيم يستند إلى معلومات متأخرة لم تكن شائعة بين اليهود والمسيحيين فى عصر الميلاد كما أن بعض العبارات الواردة به تسربت إلى القارة الأوروبية تقلا عن مصادر عربية كما تكررت فى هذا الإنجيل أخطاء لا يجهلها اليهودى المطلع على كتبه ولا يرددها المسيحى
المؤمن بالإنجيل ولا يتورط فيها المسلم الذى يفهم ما فى إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين القرآن "
وكتب أيضا الدكتور محمد شفيق غربال فى الموسوعة العربية الميسرة تحت عنوان ( إنجيل برنابا :" إنجيل مزيف أوروبى فى القرن الخامس عشر وفى وصفه للوسط السياسى والدينى للقدس أيام المسيح أخطاء جسيمة كما أنه يصرح على لسان عيسى بأنه ليس المسيح إنما جاء مبشرا بمحمد الذى سيكون هو المسيح" وكتب الدكتور خليل سعادة مترجم هذا الكتاب فى مقدمة الكتاب :" أن هذا الكتاب يهودى أندلسي اعتنق الإسلام بعد تنصره " وكتب الأستاذ محمد جبريل فى جريد المساء بتاريخ 9\1\1970م : " فى الحقيقة أن هذا الإنجيل رغم اتفاقه فى الأغلب مع وجهة النظر الإسلامية لم يجد رأيا إسلاميا مسئولاً يؤكد صحته أو يدافع عنه ومن بين الأخطاء التى وقع فيها .... " ( ثم يكمل المقال ويسرد الأخطاء الكثير)
* صلاة *
ياربى ...
إن كلماتك تحمل قوة لاهوتك نار تأكل الزوان وتنقى القلب نور يهدى العقل وينير الدرب سيف حاد يرعب ويهدد مملكة الظلمة مطرقة تحطم الصخور وتفتح طريقا للنور إن كلماتك عزاء للنفوس الحزينة ودواء للنفوس المريضة قوة للضعفاء وحكمة للحكماء فيا روح الله ... أرسل كلمتك إلى العالم لتأكل الباطل والبهتان لتبرق وسط ظلام الإنسان فترسم من جديد طريقا يخرجنا من التوهان وتحقق حلم الإنسان فى أن يحيا بالحق والخير أرسل كلمتك ...لتعلم أن الحق كيان لا يخضع لرغبات شخصية كلمتك حق فى الحياة تذوب فيها كل الحقائق مور تسير فيه كل الخلائق
يارب ...
افتح عيوننا لنرى النور افتح قلوبنا لنستقبل الحق افتح عقولنا لسكن الكلمة أدخل إلى كياننا بكلامك ليصير كياننا عرشكوقلبنا مذبحك ونفوسنا سماءك. آمين.
تعليقات
إرسال تعليق