هل المسيح إله أم هو إنسان مثل آدم خلق من تراب؟
1- المسيح والنقاد غير المؤمنين بلاهوته
يسأل البعض هذه الأسئلة الجوهرية بالنسبة للمسيحية :
◀ هل المسيح إله أم إنسان ؟
◀ هل هو إله قوى أم إنسان ضعيف اجتاز كل الضعفات البشرية ؟
◀ وإذا كان هو الله فكيف تحبل به وتلده امرأة ؟
◀ كيف تكون له أم وهو الذى لا يلد أو يولد مثل المخلوقات ؟
◀ هل هو الإله الخالق أم أنه مجرد إنسان مخلوق خلق مثل آدم ؟
◀ هل هو الإله الكلى الوجود الموجود فى كل مكان وزمان غير المحدود بالزمان أو المكان الأبدى الأزلى الذى لا بداية له ولا نهاية أم أنه المولود من فى بيت لحم ومن العذراء فى زمن معلوم ومكان محدد والذى كان له بلد ووطن ؟
◀ هل هو الإله الواحد غير المولود الذى لا أب له ولا أم ولا نسب ؟ أم أنه الإنسان الذى ولد من أم وله سلسلة أنساب تصل إلى آدم ؟
◀ هل هو الإله الذى لا يجوع ولا يعطش ولا يأكل ولا يشرب ولا يتعب ولا ينام أم أنه الإنسان الذى جاع وعطش وأكل وشرب وتعب واستراح ونام ؟
◀ هل هو الإله الحى الأبدى الذى لا يموت أم أنه الإنسان الذى مات ودفن فى القبر ثلاثة أيام ؟
قال بعض الكتاب المعروفين بنقد المسيحية فى عدة كتب ونبذات تحت عنوان مثل " the god never was " والذى ترجم إلى العربية تحت عنوان " الإله المفترى " و " الإله الذى لم يكن أبدا " و " أدلة تفنيد ألوهية المسيح عليه السلام من الإنجيل " و " أسئلة عن إلوهية المسيح تنتظر الجواب من النصارى " و " تفنيد عقيدة التثليث " و" أدلة نبوة المسيح عليه السلام من الإنجيل " و " الرد على النصارى فى ادعاء بنوة المسيح وألوهيته " و " المسيح فى الأنجيل بشر " و " هل المسيح هو الله ؟ " وغيرها من الكتب والنبذات التى تحاول تفنيد عقيدة لاهوت المسيح من خلال آيات الإنجيل وفيما يلى أهم النقاط التى أثيرت والتى وردت فى هذه الكتب والنبذات بأسلوب تهكمى ظناً من هؤلاء الكتاب أنهم بهذا يهدمون العقيدة المسيحية فى ألوهية، لاهوت المسيح من أساسها فيقولون فى سخرية.
- ميلاد الرب : " من نسل داود ... عن ابنه الذي صار من نسل داود من جهة الجسد." ( رو 1:3 )
- كان الرب من ثمرة صُلب داود : " فاذ كان نبيا و علم ان الله حلف له بقسم انه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه " ( أع 2 : 30 )
يقول أحدهم هذه أمور تنطبق على بشر وليس إله لأن الله يعطيه كما أن المسيح عليه السلام لم يجلس على كرسى حكم ولم يملك بيت يعقوب عليه السلام بل إن بنى إسرائيل ( يعقوب عليه السلام ) عادوه وتآمروا على قتله
- سلسلة نسب الرب :" كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم. " ( مت 1:1 )
- جنس الرب :" ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبى سمى يسوع كما تسمى من الملاك قبل أن حبل به فى البطن " ( لو 2 : 21 ) ويعنى هذا أن مريم عليها السلام مرت بكل مراحل الحمل الطبيعية التى تمر بها أى امرأة من حمل ومخاض وولادة ولم يكن فى ولادتها أى اختلاف عن أية امرأة أخرى منتظرة لوليدها
ويعلق آخر حملته أمه ووضعته كسائر البشر فالله سبحانه وتعالى لم يلد ولم يولد أيحتاج الله لأن يولد من بشر ؟
- أم الرب وعبدة الرب : " فقالت مريم هوذا انا امة الرب " ( لو 1 : 38 ) أى أن أمه كانت عبدته أليست الأم عادة من جنس ابنها ؟ ألا تكون إلهة ؟
- الرب رضع من ثدى امرأة : " وبينما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صرتها من الجمع وقال له طوبى للبطن الذى حملك والثديين اللذين رضعتهما " ( لو 11 : 27 )
- البلد الذى نشأ فيه الرب :" و لما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك " ( مت 2 : 1 )
- عمل الرب :" اليس هذا هو النجار ابن مريم " ( مر 6 : 3 )
- وسائل تنقل الرب وتجواله : " قولوا لابنة صهيون هوذا ملكك ياتيك وديعا راكبا على اتان و جحش ابن اتان " ( مت 21 : 5 ) ويعلق أحدهم أيحتاج الله سبحانه وتعالى لجحش للتنقل ؟
- الرب يأكل ويشرب الخمر : " جاء ابن الانسان ياكل و يشرب فيقولون هوذا انسان اكول و شريب خمر " ( لو 7 : 34 ، مت 11 : 19 ) قالوا إنه إنسان كما أن هذه الصفات لا تليق بالله سبحانه وتعالى ؟
- فقر الرب :" فقال له يسوع للثعالب اوجرة و لطيور السماء اوكار و اما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه؟ " ( مت 8 : 20 )
ويقول البعض لقد تكرر لفظ " ابن الإنسان " على لسان عيسى عليه السلام 83 مرة فى الإنجيل فإن فسرت على أنه يتكلم عن نفسه فهو إذن بشر
- ممتلكات الرب : " حذاء ليسوع " ( لو 7 : 16 ) " ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع اخذوا ثيابه و جعلوها اربعة اقسام لكل عسكري قسما و اخذوا القميص ايضا " ( يو 19 : 23 )
كان الرب يهوديا ومتعبدا ومؤلها لقيصر :" 35- و في الصبح باكرا جدا قام و خرج و مضى الى موضع خلاء و كان يصلي هناك " ( مر 1 : 35 ) كان يسوع مواطنا صالحا فكان مؤلها لقيصر يقول يسوع " قالوا له لقيصر فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله " ( مت 22 : 21 )
- كان الرب يدفع الضريبة بانتظام كبقية الرعية : " 24- و لما جاءوا الى كفرناحوم تقدم الذين ياخذون الدرهمين الى بطرس و قالوا اما يوفي معلمكم الدرهمين. " ( مت 17 : 24 )
كان الرب ابن يوسف النجار : " و قال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس و الانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة " ( يو 1 : 45 ) ويزعم أحدهم قائلاً هل أوحى الله عز وجل ليوحنا بذلك ؟ لماذا يتنازل الله عز وجل عن أبوته للمسيح ليوسف ؟ جاء فى إنجيل متى الإصحاح 1 : 18-20 " 18- اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس. 19- فيوسف رجلها اذ كان بارا و لم يشا ان يشهرها اراد تخليتها سرا. 20- و لكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس " ابن من المسيح عليه السلام ؟ ؟وهل ينتمى الله عز وجل لمنطقة محددة ؟
- أخوة الرب : " 54- و لما جاء الى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا و قالوا من اين لهذا هذه الحكمة و القوات.
55- اليس هذا ابن النجار اليست امه تدعى مريم و اخوته يعقوب و يوسي و سمعان و يهوذا. " ( مت 13 : 54-55 ) ويقول أحدهم هل الله سبحانه وتعالى أخوة ؟ هل كانوا أيضا آلهة ؟ أليس الأخوة متماثلين ؟
- النشأة الروحية للرب : " و كان الصبي ينمو و يتقوى بالروح ممتلئا حكمة و كانت نعمة الله عليه " ( لو 2 : 40 )
النشأة الطبيعية والذهنية والخلقية لل الرب : " و اما يسوع فكان يتقدم في الحكمة و القامة و النعمة عند الله و الناس " ( لو 2 : 52 ) ويقولون أى أنه كان كسائر الأطفال ولو كان إلها لما احتاج إلى تقوية فهو الأقوى كما أن كل ما يحدث له من الله سبحانه وتعالى
- كان الرب يتعلم وسط المعلمين :" جالسا في وسط المعلمين يسمعهم و يسالهم " ( لو 2 : 46 ) ويقولون لو كان إلها لكان عليما لما احتاج للتعليم من البشر وهنا يحرف هؤلاء النقاد معنى قول الكتاب يسمعهم ويسألهم " إلى يتعلم وسط المعلمين الكتاب لم يقل يتعلم منهم " بل يقول " و كل الذين سمعوه بهتوا من فهمه و اجوبته " ( لو 2 : 47 ) فقد كان أكثر فهما وعلما ومعرفة من هؤلاء الشوخ مع ملاحظة أن عمرة فى ذلك الوقت بحسب تجسده كان اثنى عشسر عامل
- لقد كان عمر الرب عندما أخذه أبواه إلى أورشليم اثنى عشر عاما : " 41- و كان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح. 42- و لما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد. " ( لو 2 : 41-42 )
- بداية نبوة الرب : " و لما ابتدا يسوع كان له نحو ثلاثين سنة " ( لو 3 : 23 ) أى أن نبوته بدأت وهو فى سن الثلاثين لو كان إلها فماذا كان يفعل خلال تلك الفترة ؟
- الرب مسلوب القوة : " انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا " ( يو 5 : 30 )
وهنا يبتر الكاتب الآية ويقتطعها من سياقها ويتجاهل عن عمد أن المسيح يتحدث فى بقية حديثه هذا عن كونه الذى يعمل جميع أعمال الله فيقول فى آية سابقة " الحق الحق اقول لكم لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك " ( يو 5 : 19 ) فهل هذا هو العجز الذى يراه أمثال هذا الكاتب ؟
-لقدكان الرب يجهل الوقت : " و اما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما احد و لا الملائكة الذين في السماء و لا الابن الا الاب " ( مر 13 : 32 )
ويغالط الكاتب هنا ويخلط بين الوقت بشكل عام الذى لا يجهله المسيح وبين وقت الدينونة ونهاية العالم الذى لم يعلنه المسيح
- الرب يجهل مواسم المحاصيل : " 12- و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع.
13- فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا لانه لم يكن وقت التين. " ( مر 11 : 12-13 )
يقول أحدهم إن الجوع والعطش من صفات البشر ولو كان إلها لعرف موسم التين ثم كيف يأكل مما لا يملك ؟
لم يكن المسيح يجهل المواسم أو الوقت فهو رب الخليقة وهنا كان يريد أن يعطى تلاميذه درسا عن الشجرة غير المثمرة
- الرب تعلم من خلال التجربة : " 8- مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تالم به " ( عب 5 : 8 )
الشيطان يجرب الرب أربعين يوما :" 12- و للوقت اخرجه الروح الى البرية.
- 13- و كان هناك في البرية اربعين يوما يجرب من الشيطان " ( مر 1 : 12-13 )
- الشيطان جرب الرب اكثر من مرة : " و لما اكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين " ( لو 4 : 13 ) أيستطيع الشيطان أن يتسلط على الله سبحانه وتعالى ؟
- الرب يتوب ويندم ويعترف قبل بدء خدمته العلنية : " حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه " ( مت 3 : 13 ) " و اعتمدوا منه في الاردن معترفين بخطاياهم " ( مت 3 : 6 ) ويقول أحدهم إذا كان التعميد رمزا لطرح خطايا البشر فلم عمد يوحنا عيسى عليه السلام وقد قال أنه حمل الله ؟
يبدو أن هؤلاء الكتاب لا يعرفون الحديث الذى يقول أن الشيطان عندما يرى المسيح يذوب كما يذوب الملح فى الماء وأن كل مولود يستهل صارخا حين يولد من نخس الشيطان إياه إلا مريم وابنها
- الرب جاء لليهود فقط :" فاجاب و قال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة " ( مت 15 : 24 )
لو كان إلها لعم نفعه الجميع أم أنه عنصرى ؟
- مملكة الرب : " و يملك على بيت يعقوب الى الابد و لا يكون لملكه نهاية " ( لو 1 : 33 )
- غير اليهود فى نظر الرب كلاب : " فاجاب و قال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب " ( مت 15 : 26 )
- الرب يجوع : " فبعدما صام اربعين نهارا و اربعين ليلة جاع اخيرا. " ( مت 4 : 2 ) ، " و في الصبح اذ كان راجعا الى المدينة جاع " ( مت 21 : 18 )
لو كان إلها فلمن يصوم ؟ كما أن الجوع من خصائص البشر
-الرب ينام : " وكان نائما "( مت 8 : 24 ) ،" وفيما هم سائرون نام " ( لو 8 : 33 ) ،" وكان هو فى المؤخر على وسادة نائما" ( مر 4 : 38 )
-الرب يتعب :" و كانت هناك بئر يعقوب فاذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر " ( يو 4 : 6 )
- الرب ينزعج ويضطرب :" انزعج –عيسى - بالروح و اضطرب " ( يو 11 : 33 ) ،" فأنزعج يسوع فى نفسه " ( يو 11 : 38 )
- الرب يبكى :" بكى يسوع " ( يو 11 : 35 )
- الرب يحزن ويكتئب :" ثم اخذ معه بطرس و ابني زبدي و ابتدا يحزن و يكتئب " ( مت 26 : 37 ) ،" فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت " ( مت 26 : 38 )
- الرب يندهش ويهرع :" 33- ثم اخذ معه بطرس و يعقوب و يوحنا و ابتدا يدهش و يكتئب.
34- فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت " ( مر 14 : 33-34 )
انفعالات بشرية لا تليق بالله سبحانه وتعالى
- الرب ضعيف :" فظهر له ملاك فى السماء يقويه " ( لو 22 : 34 )
- الرب مذهول من الذعر :" و كان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل لانه لم يرد ان يتردد في اليهودية لان اليهود كانوا يطلبون ان يقتلوه " ( يو 7 : 1 )
- الرب كان يمشى خائفا من اليهود :" 53- فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه54- فلم يكن يسوع ايضا يمشي بين اليهود علانية " ( يو 11 : 53-54 )
- الرب يفر :" فطلبوا ايضا ان يمسكوه فخرج من ايديهم " ( يو 10 : 39 )
الرب يخرج متخفيا من اليهود :" اما يسوع فاختفى و خرج من الهيكل مجتازا في وسطهم و مضى هكذا " ( يو 8 : 59 )
خيانة وغدر الصديق دلت علىالمكان السرى الذى كان يختبئ فيه الرب :" وكان يهوذا مسلمه يعرف المكان السرى الذى كان يختبئ به " الرب " 2-و كان يهوذا مسلمه يعرف الموضع لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه. 3- فاخذ يهوذا الجند و خداما من عند رؤساء الكهنة و الفريسيين و جاء الى هناك " ( يو 18 : 2-3 )
- قبض على الرب وأوثقت يداه به :" قبضوا على يسوع وأوثقوه ومضوا به " ( يو 18 : 12 )
- لقد أهين الرب : " 63و الرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به و هم يجلدونه.
64- و غطوه و كانوا يضربون وجهه و يسالونه قائلين تنبا من هو الذي ضربك " ( لو 22 : 63-64 ) ،" حينئذ بصقوا في وجهه و لكموه و اخرون لطموه " ( مت 26 : 67 )
- الرب لم يستطيع الدفاع عن نفسه :" فصرخ يسوع بصوت عظيم و اسلم الروح " ( مر 15 : 37 )
وما لم يفهمه أمثال هذا الكاتب أن المسيح أسلم نفسه إراديا بإرادته وحده كما يقول " 17- لهذا يحبني الاب لاني اضع نفسي لاخذها ايضا. 18- ليس احد ياخذها مني بل اضعها انا من ذاتي لي سلطان ان اضعها و لي سلطان ان اخذها ايضا هذه الوصية قبلتها من ابي " ( يو 10 : 17-18 )
- الرب مات :" لأنهم رأوه قد مات " ( يو 19 : 33 )
- جسد الرب بعد موته :" فهذا تقدم الى بيلاطس و طلب جسد يسوع فامر بيلاطس حينئذ ان يعطى الجسد " ( مت 27 : 58 ) ،" فاخذ يوسف الجسد و لفه بكتان نقي " ( مت 27 : 59 )
- الرب المرحوم الذى نيح عليه : " - فلما راى قائد المئة ما كان مجد الله قائلا بالحقيقة كان هذا الانسان بارا " ( لو 23 : 47 ) قائد المئة هنا لا ينوح على المسيح بل يشهد لبره بعد الذى رآه من اضطراب للطبيعة لحظة موته بالجسد ونقول لمثل هؤلاء الكتاب لا يليق أن نستخدم تعبير الرب المرحوم فكل كلمة بطالة يعطى عنها حساب يوم الدين فالمسيح هو الذى بتجسده رحمت البشرية كلها وعلى رأسها الأنبياء
- شهادة المسيح بأنه إنسان : من أقوال المسيح عليه السلام :" و انا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله " ( يو 8 : 40 ) هذه شهادة عيسى عليه السلام عن نفسه بأنه بشر ونبى يتلقى التعاليم من الله هذه أهم أقوالهم التى اقتبسوها من الإنجيل بعيدا عن قرينتها وسياق الكلام وقد جاءت ناقصة ومبتورة ومتقطعة من مضمونها الحقيقى محاولين الإيحاء بأنها تعطى المعنى الذى اقتطعوها من أجله لخداع البسطاء الذين ليس لديهم دراية كاملة بالكتاب المقدس
2- المسيح وناسوته الكامل ( إنسانيته الكاملة )
وبالرغم مما فى هذه الأقوال وغيرها الكثير من تهكم بالغ وسخرية لا تليق وعدم فهم لما جاء فى الإنجيل والإيمان المسيحى وعلى الرغم من الأخطاء الكثيرة التى احتوتها فأننا سنجيب عليها وعلى الكثير غيرها ونوضح معانيها بحسب ما جاء فى الكتاب المقدس وما سلمته لنا الكنيسة فى قرونها وعصورها الأولى وأول شئ نؤكده هنا هو أن المسيح كان كاملا فى ناسوته كإنسان فقد جلت به العذراء وولدته كإنسان " ها العذراء تحبل وتلد ابنا " ( اش 7 : 14 ) لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا " ( اش 9 : 6 ) " وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا " ( لو 1 : 31 ) " أيضا القدوس المولود منك "( لو 1 : 35 ) وقالت لها القديسة اليصابات بالروح القدس " مباركه أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك " ( لو 1 : 42 ) وقال القديس بولس بالروح " ولما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس " ( غل 4 : 4 ) وكان من اليهود بحسب الجسد " ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلها مباركا إلى الأبد مين " ( رو 9 : 5 ) أنه مولود امرأة العذراء وثمرة بطنها حبلت به مثل سائر المواليد ولما " تمت أيامها لتلد " ( لو 2 : 7 ) ولدته وخرج من رحمها الذى تكون فيه ومنه ونما فيه وكان ابنها البكر والوحيد ( لو 2 : 6 ) اتخذ جسدا منها حقيقيا تكون من أحشائها ونما فى رحمها انه جسد من لحم ودم وعظام كما يقول الكتاب " إذ قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم اشترك هو أيضا كذلك فيهما .... من ثم كان ينبغى أن يشبه اخوته فى كل شئ " ( عب 2 : 14-15 ) وقال هو لتلاميذه بعد القيامة " جسونى وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لى " ( لو 24: 39 ) وتنبأ المرنم أن عظامه ستظل سليمة عند صلبه وموته لن تكسر " يحفظ جميع عظامه وواحدة منها لا تنكسر " ( مز 34 : 20 ) وأكد القديس يوحنا الإنجيلى بالروح إتمام ذلك " ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه "( يو 19 23-36 )
لقد اتخذ جسدا حقيقيا مكونا من لحم ودم وعظام وبالتالى فقد كان كاملا من الناحية الفسيولوجية ( الجسمية ) فكان يجوع ويعطش ويأكل ويشرب ويتعب وينام ويتألم فبعد أن صام أربعين يوم وأربعين ليله جاع أخيرا " ( مت 4 : 2 ) وأيضا " جاع " ( مت 11 : 21 ) بعد أن خرج مع التلاميذ من بيت عنيا وعطش على الصليب وقال " أنا عطشان " ( يو 19 : 28 ) وذلك لفقدانه لكمية كبيره من الدم والسوائل من جسده وكا يأكل ويشرب ومن ابرز مت يذكره الكتاب هو أكله مع تلاميذه الفصح " ( لو 22 : 15 ) وأكله معهم " سمكا مشويا وشيئا من شهد العسل ( لو 24 : 43-44 ) بعد القيامة كما أكل فى بيت لعازر ومريم ومرثا ( يو 12 : 1-2 ) وفى بيت متى العشار ( مت 9 : 9-11 ) الذى صار له تلميذا ورسولا وإنجيليا وأكل فى بيت سمعان الفريسى حتى اتهمه الكتبه والفريسيون انه " أكول وشريب " ( مت 11 : 19 ) وانه " يأكل ويشرب مع العشارين والخطاة " ( مر 2 : 16 ، لو 15 : 2 ) وطلب من السامرية أن تعطيه ليشرب " اعطنى لأشرب " ( يو 4 : 7 ) وقال هو عن نفسه " جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب " ( لو 7 : 34 ) ونامعلى ظهر السفينة وأيقظه تلاميذه ( مر 4 : 38-40 )
كما تعب وجلس على بئر يعقوب ( يو 4 : 6 ) وأن ( مر 7 : 43 ) وتألم ومات على الصليب ( يو 19 ) وكذلك أيضا كان يفرح ويتهلل ويحزن ويبكى أى كان كاملا من الناحية السيكولوجية ( النفسية ) فقد بكى على قبر لعازر ( يو 11 : 35 ) كما بكى على أورشليم ( لو 19 : 41 ) كما حزن حزنا شديدا فى البستان " ابتدأ يحزن ويكتئب " ( مت 26 : 37 ) " ابتدأ يدهش ويكتئب " ( مر 14 : 33 ) " وقال لهم نفسى جزينة جدا حتى الموت " ( مت 26 : 38 ) وفرح قبل إقامة لعازر وقال لتلاميذه " وأنا افرح لأجلكم " ( يو 11 : 15 ) وتهلل بعد عودة السبعين رسولا من إرساليتهم " تهلل يسوع بالروح " ( لو 10 : 21 ) وهكذا يقول الكتاب :" كان ينبغى أن يشبه أخوته فى كل شئ " ( عب 2 : 17 ) كما جرب من إبليس ( مت 4 : 1-3 ) وانتصر عليه وجاءت ملائكة لتخدمه ( مت 4 : 11 ) كما جربه الكهنة والكتبة والفريسيون مرات عديدة لكى يوقعوا به أمام اليهود فينظرونه وكأنه مجدف وناقض لناموس موسى أو لكى يوقعوا به فى قبضة الرومان كثائر ضد الايتعمار الرومانى لفلسطين ( مت 16 : 1 ) وكثيرا ما كان يقول لهم " ( لماذا تجربوننى " ( مت 22 : 18 ) " لماذا تجربوننى يا مراؤون " ( مر 12 : 15 ) وكان دائما يجتاز التجربة بقوه وعظمة وان كانت تترك أثرا نفسيا عليه فقد جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله ( يو 1 : 11 ) وكان كما قال بولس الرسول بالروح " مجرب فى كل شئ مثلنا بلا خطيه " ( عب 4 : 15 )
كان كاملا فى ناسوته إنسانيته إذ قد تكون جسده من لحم ودم وعظام وأيضا من روح ونفس أى كان جسدا كاملا بنفس وروح إنسانية عاقلة وقد استخدم الكتاب فى النصوص والآيات الدالة على تجسده اتخاذه جسدا كلمة " sarx " أى جسد flesh الطبيعة البشرية فقد استخدم الكتاب عبارات :" صار جسدا " ، " جاء فى الجسد " ، " من جهة الجسد " ، " حسب الجسد " ، " للتعبير عن تجسده واتخاذه الجسد الكامل أو الإنسانية الكاملة " والكلمة صار جسدا " ( يو 1 : 14 )
+ " المسيح حسب الجسد "
+ من نسل داود حسب الجسد "
+ أرسل ابنه فى شبه الجسد "
+ ومنهم المسيح حسب الجسد "
+ عرفنا المسيح حسب الجسد "
+ قد صالحكم الآن فى جسم
3- الإله وابن الله
+ والسؤال الآن هل المسيح هو الله ؟
والأجابة : نعم المسيح هو الله فقد نسب إليه الكتاب المقدس كل أسماء الله وألقابه وصفاته وأعماله ودعى اسمه يسوع ( مت 1 : 21 ، لو 1 : 31 ) واصله العبرى " يهوشاع " ومعناه الله المخلص أو الله يخلص ( يهوه يخلص كما دعى " عمانوئيل " فى سقر اشعياء وإنجيل متى وتفسيره "الله معنا" ( اش 4 : 14 ، مت 1 : 23 ) كما دعاه الكتاب " الله " أو " الإله فقد أكدت نبوات أنبياء العهد القديم ألوهيته وأنه الإله القدير والأزلى الأبدى الذى لا بداية له ولا نهاية وأكد العهد الجديد أنه الإله الأبدى الأزلى الأول والأخر الذى لا بداية له ولا نهاية فهو يقول عن نفسه :
+ " 8 8- انا هو الالف و الياء البداية و النهاية يقول الرب الكائن و الذي كان و الذي ياتي القادرعلى كل شئ " ( رؤ 1 : 8 )
+ " انا هو الالف و الياء الاول و الاخر " ( رؤ 1 : 11 )
+ " انا الالف و الياء البداية و النهاية الاول و الاخر "( رؤ 22 : 13 )
+ " قبل ان يكون ابراهيم انا كائن " ( يو 8 : 58 ) أى أنا أكون دائما أنا الكائن دائما فى كل زمان بلا بداية ولا نهاية
+ " يسوع المسيح هو هو امسا و اليوم و الى الابد " ( عب 13 : 8 )
س2 : هل المسيح ابن مريم أيضا ؟
نعم الرب يسوع المسيح هو ابن العذراء القديسة مريم فقد كرر الكتاب المقدس فى آيات كثيرة أن المسيح بالجسد حبل به وولد من العذراء القديسة مريم بالروح القدس يقول الكتاب : " مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح " ( مت 1 : 16 ) وقالت الجموع عنه " أليست أمه تدعى مريم " ( مت 13 : 55 )
" و كانت واقفات عند صليب يسوع امه و اخت امه مريم زوجة كلوبا و مريم المجدلية " ( يو 19 : 25 ) وصفت ب " مريم أم يسوع " ( أع 1 : 14 ) كما وصفتها اليصابات بالروح القدس ب " أم ربى " ، " فمن أين لى هذا أن تاتى أم ربى إلى " ( لو 1 : 43 )
س3 فإذا كانت مريم هى أمه فكيف يكون هو الله ؟ وهل الله يلد أو يولد ؟ وهل هو مولود أو والد ؟
مبدئيا نقول أن الله فوق الحس أو الجنس فالله بطبيعته وجوهره غير مولود أو والد لم يلد ولم يولد فالله نور " الله نور وليس فيه ظلمة البته " ( 1يو 1 : 5 ) " الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره احد من الناس و لا يقدر ان يراه الذي له الكرامة و القدرة الابدية امين "( 1تى 6 : 16 ) والله روح " الله روح " ( يو 4 : 24 9 والله واحد كائن فى الكون وحده ليس معه أو مثله أو شبيه به أحد ولا إله آخر معه ولا غيره ولا قبله أو بعده هو الأول والآخر وليس إله غيره " الرب هو الإله ليس آخر سواه " ( تث 4 : 35 ) " أنا الأول وأنا الآخر ولا اله غيرى " ( اش 44 : 6 ) " انا الرب و ليس اخر لا اله سواي " ( اش 45 : 5 ) " وحدك الله و ليس اخر ليس اله " ( اش 45 : 14 ) " اليس انا الرب و لا اله اخر غيري اله بار و مخلص ليس سواي " ( أش 45 : 21 ) " و ليس اخر الاله و ليس مثلي " ( اش 46 : 9 ) " ليس اله اخر الا واحدا. " ( 1كو 8 : 4 ) " اني انا هو قبلي لم يصور اله و بعدي لا يكون " ( اش 43 : 10 ) فالله أزلى أبدى لا بداية له ولا نهاية ولم يوجد أصلا بالتوالد إنما هو الموجود الذاتى الموجود بذاته دون أن يوجده أحد لأنه هو واجب الوجود وموجد كل الخليقة خالقها ومدبرها
هو موجود كامل فى ذاته ولا يحتاج إلى غيره فيه الحياة وفيه العقل فهو موجود بذاته عاقل بعقله حى بروحه وخاصية الوجود الذاتى فى الذات الإلهية هى ما يسميها الله بالآب وخاصية العقل فى ذات الله يسميها بالكلمة كلمة الله والذى هو أيضا صورة الله فالله تاطق بكلمته ويسميها أيضا بالابن ابن الله وخاصية الحياة فى الذات الإاهية يسميها بالروح الروح القدس أو روح الله روح الله القدوس
إذا فالله موجود بذاته الآب ناطق بكلمته وعاقل بعقله وكلمته ابنه موجود فى ذاته فى حضنه " الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر " ( يو 1 : 18 ) وهو حى بروحه وروحه القدوس من ذاته وفى ذاته منبثق منه خارج عنه " روح الحق الذي من عند الاب ينبثق " ( يو 15 : 26 )
كلمة الله خارج من ذات الله وفى ذاته ومن ثم يسمى بالابن خارج من ذاته أى مولود من ذاته وفى ذاته ولادة أبدية مثل ولادة النور من النور كما نقول فى قانون الأيمان " مولود من الآب قبل كل الدهور نور من نور إله حق من إله حق مولود غير مخلوق " وهذه الولادة فوق الحس والجنس مولود من الآب وغير منفصل عنه فهذه صفات الإله الواحد الكامل فى ذاته ولكن هذا غير ولادته من العذراء أى تجسده فى ملء الزمان
س4 : إذا كان هو الله الأزلى الأبدى الذى لا بداية له ولا نهاية غير المحدود فى الزمان والمكان فكيف تكون العذراء مريم هى أمه وهى مخلوقة ولها بداية ؟ كيف يكون للأزلى أم حادثة ومخلوقة ؟
نعم العذراء مريم هى أمه بحسب الناسوت ( بالجسد ) ولكنها دعيت بوالده الإله لأنها ولدت الإله المتجسد ودعتها اليصابات بالروح القدس " أم ربى " ( لو 1 : 43 ) ولكن أمومة العذراء للمسيح وحبلها به وولادتها له لا يعنى أنها اسبق منه فى الوجود كإله أو أنها أصله ومصدره كإله حاشا فهو بلاهوته اصلها وخالقها فهو الموجود دائما قبل العذراء بل وقبل الخلائق " هو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل " ( كو 1 : 17 ) فوالدته العذراء مريم مخلوقة بواسطته هو فهو خالقها وأصلها
س5 : إذا كان المسيح هو ابن الله وفى نفس الوقت هو ابن مريم فكيف يولد الإله وهو الذى لم يلد ولم يولد ؟ وكيف يولد من امرأة مخلوقة وهو الخالق ؟
نحن نؤمن أن الله ليس مولودا ولا يلد ولا يتوالد مثل البشر ليس له ذريه كما أنه ليس له أب أو أم فهو الذى لا بداية له ولا نهاية الموجود الدائم الوجود وعله كل وجود ولم يوجده أحد وإنما هو الموجود بذاته الموجود دائما بلا بداية ولا نهاية إذ يقول هو عن نفسه وقد شاءت أرادته الإلهية منذ الأزل أن يظهر للإنسان على هذه الأرض وفى هذا العالم بأن يتجسد ويظهر له عيانا فى الجسد فى مكان معين وزمان معين ومن ثم أختار أم معينه ليتجسد منها " فى ملء الزمان " يظهر على الأرض كإنسان فحل فى بطن هذه الأم العذراء واتخذ جسدا وظهر على الأرض كإنسان اتخذ صورة العبد وصار فى الهيئة كإنسان وجد فى هيئة إنسان ظهر فى الجسد الكامل اتخذ كل ما للإنسان ولد من أم وهو الخالق الذى لم يخلقه أحد ولد فى الزمان وهو خالق الزمان الأبدى الأزلى ولد وهو الذى بطبيعته لا يلد ولا يولد مثل سائر المخلوقات نزل على الأرض نزل من السماء وظهر على الأرض فى هيئة إنسان وسار بين البشر وعاش بينهم ثلاث وثلاثين سنة وثلث
س6 : هل كان ميلاده منها مجرد مرور أو عبور حل فيها ومر ومن خلالها دون أن يأخذ منها شيئاً كعبور الماء من القناة أو عبور السفن من القنوات ؟
كلا وحاشا فقد كان ميلاده من العذراء ميلادا حقيقيا كاملا وليس مرورا فقد حل فيها بلاهوته غير المحدود وأتخذ منها جسدا حقيقيا كاملا إنسانا كاملا ومكث فى أحشائها تسعة اشهر كجنين حتى ولدته عندما تمت أيامها لقد كان هو ثمرة بطنها أى أن ناسوته جسده طبيعته الإنسانية مكون من لحم ودم وعظام وأيضا من روح ونفس وجسد داخل أحشائها ومن أحشائها ذاتها فهو بالحق والحقيقة ثمرة بطنها " ولد منها ودعيت هى أمه " أم ربى " ( لو 1 : 43 ) بالرغم من أنه هو خالقها نعم ولد من امرأة ولكن باتخاذه جسدا منها فهو مع كونه الإله الأبدى الأزلى أتخذ منها جسدا احتجب به وسكن فيه وفى نفس الوقت كان موجودا فى كل مكان ويملأ الكل بلاهوته غير المحدود واتحد به فكان هو جسده :
+ " احترزوا اذا لانفسكم و لجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه " ( أع 20 : 28 ) الذى حمل هو نفسه خطايانا فى جسده على " ( 1بط 2 : 24 ) وللتعبير عن هذه الحقيقة يستخدم القديس يوحنا تعبير " المسيح انه قد جاء فى الجسد " ( 1يو 2 : 3-4 ) و" المسيح آتيا فى الجسد " ( 2يو 1 : 7 )
+ " و بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد " ( 1تى 3 : 16 )
ظهر فى الجسد فى مكان محدود وكان بلاهوته موجودا فى كل مكان بلا حدود دخل فى الزمان وهو غير الزمنى وظهر بحجم محدود بالأبعاد الثلاثة ( الطول والعرض والارتفاع ) وهو الغير محدود على الإطلاق صارت العذراء مريم أمه مع أنه خالقها نعم فالعذراء حبلت به وولدته مع أنه هو الأزلى الأبدى غير المحدود القدوس كما دعى أيضا بـ ابن داود ومع ذلك يؤكد هو أنه رب داود زخالقه يثول فى سفر الرؤيا " أنا أصل وذرية داود " ( رؤ 22 : 16 ) كما سأل اليهود قائلا " 42- قائلا ماذا تظنون في المسيح ابن من هو قالوا له ابن داود. 43- قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا. 44- قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.
45- فان كان داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه. " ( مت 22 : 42-45 )
وهنا عجز الكتبة والفريسيون عن الإجابة على سؤاله
+ كما دعى أيضا ابن يهوذا لأنه جاء من سبط يهوذا " فأنه واضح أن ربنا قد طلع من سبط يهوذا " ( عب 7 : 14 ) ومع ذلك يقول الكتاب أنه " اصل يهوذا " ( اش 11 : 1 ) أنه من نسل يهوذا وفى نفس الوقت رب واصل يهوذا
+ كما دعى أيضا بـ ابن إبراهيم ومع ذلك قال هو نفسه لليهود :" قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ( أكون ) " ( يو 8 : 58 ) أى قبل أن بوجد إبرايم أنا موجودة أنا أكون دائما أنا كائن من الأزل وإلى الأبد
مما سبق يتضح أن المسيح هو ابن العذراء وخالقها وابن داود وربه وخالقه وابن يسهوا وأصله وابن إبراهيم مع أنه الكائن الأزلىالأبدى الدائم الوجود
4- أخلى نفسه وتجسد
وقد جائت الإجابة القاطعة على كل ما سبق فى قول الكتاب بالروح " 5- فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع ايضا. 6- الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله. 7- لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس. 8- و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب. 9- لذلك رفعه الله ايضا و اعطاه اسما فوق كل اسم.
10- لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء و من على الارض و من تحت الارض.
11- و يعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الاب. " ( فى 2 : 5-11 )
- فما معنى قوله بالروح " الذى كان فى صورة الله " ؟
- وما معنى قوله " لم يحسب خلسة أن يكون مستويا لله " ؟
- وما معنى قوله أنه " أخلى نفسه " ؟
- وما معنى قوله " اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس. 8- و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب." ؟
- وهل يعنى هذا أن المسيح أخلى نفسه من لاهوته ومن مجده وعظمته ومن كزنه الإله كلى القدرة والوجود والعلم واصبح مقيدا ومحدودا بحدود الجسد ؟ هل تغير من إله وصار مجرد إنسان ؟
1- صورة الله " الذى إذ كان فى صورة الله " :
يستخدم الرسول بالروح فى قوله " الذى إذ كان فى صورة الله " النص اليونانى " مورفى – morehe " والذى يعبر عن طبيعة الكيان وشخصه والذى يشير إلى الظهور الخارجى الذى يوصل للجوهر وهنا يعبر عن الكيان الجوهرى لله ولذا فالتعبير " صورة الله " فى هذه الآية مترجم فى NIV" فى نفس طبيعة الله In the very nature of god " أى " الذى إذ كان فى نفس طبيعة الله "
ويسبق قوله " صورة الله – morphe theou " عبارة " الذى إذ كان – Hos " و" كان " هنا ليست فى الماضى البسيط بل فى الزمن المستمر والذى يعنى هنا الوجود من البدء أسبقية الوجود الذى كان موجودا دائما بصفة مستمرة فى حالة الاستمرار مثل قوله " فى البدء كان الكلمة " ويلى ذلك أيضا قوله أنه المسيح " مساويا لله " الآب ولا يساوى الله إلا الله كلمة الله صورة الله الذى له نفس طبيعة وجوهر الله هو الذى كان دائما وسوف يكون أبدا الأزلى الأبدى الذى لا بداية له ولا نهاية وقوله له " لم يحسب خلسة أن يكون مساويا isa لله " يوضحه ما سبق أن قاله الرب يسوع المسيح لرؤساء اليهود " أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل " وفهم رؤساء اليهود من قوله أنه يعمل مثل الله أنه يعنى المساواة المطلقة لله يقول الكتاب " من أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضا إن الله أبوه معادى ison نفسه بالله " وقد استخدم الكتاب فى كلا الآيتين نفس التعبير " مساو أو معادل من الفعل " أيسوس – isos " والذى يعنى مساو أو معادل أى أنه وهو صورة الله المعبر عن الكيان الجوهرى للذات الإلهية صورة الله غير المنظور " ( كو 1 : 15 ) الذى هو الله الله الكلمة المساوى لله الآب " بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته " ( عب 1 : 3 ) لم تحسب هذه المساواة التى له مع الآب خلسة بل هى من صميم ذاته لكنه مع ذلك حجبها فى ناسوته متخذا صور عبد
2- أخلى نفسه :
" لكنه أخلى نفسه أخذا صورة عبد صائرا فى شبه الناس وإذ وجد فى الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " فما معنى " أخلى نفسه " هنا ؟ يستخدم الكتاب هنا الفعل اليونانى " ekenosen من الفعل kenow" والذى يعنى يخلى وترجمت فى بعض الترجمات بمعنى " أصبح بلا شهرة of no reputation وفسرها الآباء عبر تاريخ الكنيسة بمعنى " حجب لاهوته أخفى لاهوته " فى ناسوته حجب مجده السماوى فى ناسوته فإرادته أفتقر وهو الغنى كما يقول الكتاب " فأنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من أجلكم افتقر وهو غنى لكى تستغموا انتم بفقره " ( 1كو 8 : 9 ) وهذا واضح من مخاطبة الرب يسوع المسيح للآب " و الان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم " ( يو 17 : 5 )
لقد أخلى الرب يسوع المسيح نفسه بمعنى حجب مجده فهو مع كونه كلمه الله ( يو 1 : 1 ) الله الكلمة عقل الله الناطق ونطق الله العاقل صورة الله غير المنظور" الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة" ( كو 1 : 15 ) صورة الله المساوى لله الآب ( فى 2 : 6 ) بهاء مجد الله الآب ورسم جوهرة ( عب 1 : 3 ) ابن الله الوحيد الذى هو فى ذات الله ومن ذات الله " أخلى نفسه وحجب مجده أخفى لاهوته فى ناسوته حجب لاهوته فى ناسوته قبل على نفسه الحدود البشرية حدود الإنسان المحدود بالزمان والمكان ظهر فى الهيئة كإنسان وهو فى ذاته بلاهوته صورة الله المساوى لله كلى الوجود غير المحدود بالمكان أو الزمان ظهر فى زمن معين " فى ملء الزمان " ( غل 4 : 4 ) ومكان معين على الأرض هو سنة 1ميلادية فى فلسطين وهو بلاهوته الذى بلا بداية له ولا نهاية ظهر على الأرض متخذا صورة الإنسان المحدود بالطول والعرض والارتفاع وهو بلاهوته الذى لا يحده مكان أو زمان قبل الرب يسوع المسيح تطوعا وباهتياره أن يخلى نفسه بأن يحجب مجد لاهوته بأن يحجب لاهوته فى ناسوته أن يخفى عظمته الإلهية ومجده وجلاله الإلهى فى إنسانيته التى أتخذها من القديسة مريم العذراء
3- هل تغير من كونه إله إلى إنسان ؟
الله بطبيعته لا يتغير يقول الكتاب " 25- من قدم اسست الارض و السماوات هي عمل يديك.
26- هي تبيد و انت تبقى و كلها كثوب تبلى كرداء تغيرهن فتتغير. 27- و انت هو و سنوك لن تنتهي. " ( مز 102 : 25-27 ) " لأنى أنا الرب لا أتغير " ( ملا 3 : 6 ) ونفس هذا الكلام الإلهى قيل أيضا عن الرب يسوع المسيح حتى بعد التجسد يقول الكتاب فى مقارنة بين المسيح والملائكة " 5- لانه لمن من الملائكة قال قط انت ابني انا اليوم ولدتك و ايضا انا اكون له ابا و هو يكون لي ابنا. 6- و ايضا متى ادخل البكر الى العالم يقول و لتسجد له كل ملائكة الله. 7- و عن الملائكة يقول الصانع ملائكته رياحا و خدامه لهيب نار. 8- و اما عن الابن كرسيك يا الله الى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك. 9- احببت البر و ابغضت الاثم من اجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الابتهاج اكثر من شركائك. 10- و انت يا رب في البدء اسست الارض و السماوات هي عمل يديك. 11- هي تبيد و لكن انت تبقى و كلها كثوب تبلى. 12- و كرداء تطويها فتتغير و لكن انت انت و سنوك لن تفنى. " ( عب 1 : 5-12 ) وأيضا يقول " يسوع المسيح هو هو امسا و اليوم و الى الابد.
" ( عب 13 : 8 ) أة أنه بلاهوته هو هو لم ولن يتغير سواء قبل التجسد أو بعده
لم يتغير ولم يتحول من إله إلى إنسان ولم يتغير عن كونه الإله القدير إلى إنسان محدود بل ظل كما هو الإله الكائن على الكل خالق الكون ومدبره وإنما أتخذ جسدا أتخذ صورة العبد حجب فيه لاهوته وظهر فى الهيئة كإنسان " عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد ( 1تى 3 : 16 ) حل اللاهوت فى الناسوت الجسد الإنسان " لانه فيه سر ان يحل كل الملء" ( كو 1 : 19 ) ،" فانه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا " ( كو 2 : 9 )
4- كان كاملا فى لاهوته وكاملا فى ناسوته :
كانت نتيجة إخلائه لنفسه بحجب لاهوته فى ناسوته اتخاذه جسدا وحلول اللاهوت فى الناسوت أن أصبح الرب يسوع المسيح إله وإنسان فى آن واحد له كل صفات الطبيعة الإلهية وكل خواص اللاهوت باعتباره الإله القدير وله أيضا كل صفات الطبيعة الإنسانية وخواص الناسوت الجسد الإنسان لاتخاذه جسدا ومن ثم كتن يبدو ويتكلم ويتصرف ويعمل كإله وؤوكد أنه يعمل كل ما يعمله الله الآب من أعمال وعلى رأس هذه الأعمال الخلق " لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك " ( يو 5 : 19 ) ويؤكد أنه كائن وموجود قبل إبراهيم وقبل الخليقة بلا بداية وإن له كل ما لله من طبيعة وصفات كما كان يتكلم ويتصرف ويعمل أيضا كإنسان فى نفس الوقت بل أن شخصه حير كل كم تعاملوا معه حتى كان سؤالهم الدائم هو " أى إنسان هذا " ( مت 8 : 27 ) " و قالوا بعضهم لبعض من هو هذا فان الريح ايضا و البحر يطيعانه " ( مر 4 : 41 ) ولما سئل هو هذا السؤال " من أنت ؟ " كانت إجابته " أنا من البدء ما أكلمكم أيضا به " ( يو 8 : 25 ) ولكن بعد القيامة يقول الكتاب " و لم يجسر احد من التلاميذ ان يساله من انت اذ كانوا يعلمون انه الرب " ( يو 21 : 12 ) كان يتصرف كإله وكإنسان فى آن واحد كالله غير المحدود وكإنسان محدود كالله غير الزمنى وكالإنسان الزمنى فكإله موجود فى كل مكان وزمان يقول " لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم " ( مت 18 : 20 ) " و ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر " ( مت 28 : 20 ) " و ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء " ( يو 3 : 13 ) " - انا الالف و الياء البداية و النهاية الاول و الاخر" ( رؤ 22 : 13 ) وكإنسان يقول " انا معكم زمانا يسيرا بعد ثم امضي الى الذي ارسلني " ( يو 7 : 33 ) " قال لهم لعازر حبيبنا قد نام لكني اذهب لاوقظه "( يو 11 : 11 ) " انا امضي لاعد لكم مكانا " ( يو 14 : 2 ) "" انا ماض الى الذي ارسلني " ( يو 16 : 5 ) وذلك على الرغم من ذهابه إلى السماء هنا يعنى بالأكثار ما سبق أن قاله " و ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء " ( يو 3 : 13 ) بحسب قوله هو " خرجت من عند الاب و قد اتيت الى العالم و ايضا اترك العالم و اذهب الى الاب " ( يو 16 : 28 )
هو الله كما أنه هو إنسان فى آن واحد رب إبراهيم ونسل إبراهيم فى آن واحد قال للجموع " انا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله " ( يو 8 : 40 ) وقال لهم أيضا " قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم قبل ان يكون ابراهيم انا كائن " ( يو 8 : 58 ) وأكد أنه ابن داود ورب داود فى آن واحد سأل هو رؤساء اليهود قائلا " 42- قائلا ماذا تظنون في المسيح ابن من هو قالوا له ابن داود. 43- قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا. 44- قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك. 45- فان كان داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه.
46- فلم يستطع احد ان يجيبه بكلمة و من ذلك اليوم لم يجسر احد ان يساله بتة " ( مت 22 : 42-46 ) كما أكد أنه هو " أصل داود " رؤ 5 : 5 ) وفى نفس الوقت هو ذريته " انا اصل و ذرية داود " ( رؤ 22 : 16 )
هو الإله القدير الكائن على الكل وفى نفس الوقت هو ابن مريم المولود التى من بنى إسرائيل يقول الروح القدس بلسان اشعياء النبى " لانه يولد لنا ولد و نعطى ابنا و تكون الرياسة على كتفه و يدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام " ( أش 9 : 6 ) ويقول بولس بالروح " و لهم الاباء و منهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل الها مباركا الى الابد " ( رو 9 : 5 ) وقالوا عنه " اليس هذا هو النجار ابن مريم " ( مر 6 : 3 ) وقالوا عنه أيضا " من هو هذا فانه يامر الرياح ايضا و الماء فتطيعه " ( لو 8 : 25 ) " من هو هذا فان الريح ايضا و البحر يطيعانه " ( مر 4 : 41 )
هو الإله كلى القدرة خالق الكون ومحركة ومدبره " كل شئ به كان " ( يو 1 : 3 ) " فانه فيه خلق الكل ما في السماوات و ما على الارض ما يرى و ما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين الكل به و له قد خلق " ( كو 1 : 16 ) " الذي و هو بهاء مجده و رسم جوهره و حامل كل الاشياء بكلمة قدرته " ( عب 1 : 3 ) وهو أيضا الذى قال عن نفسه " لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. 20- لان الاب يحب الابن و يريه جميع ما هو يعمله و سيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم.
" ( يو 5 : 19-20 ) كما قيل عنه أنه " انزعج بالروح واضطرب " ( يو 11 : 33 ) " فانزعج يسوع أيضا نفسه " ( يو 11 : 38 ) " اضطرب بالروح " ( يو 13 : 21 ) " فاذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر " ( يو 4 : 6 ) " يوحنا و ابتدا يدهش و يكتئب. 34- فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت " ( مر 14 : 33-34 )
هو الذى له السلطان على كل ما فى السماء وعلى الأرض كل ما فى الكون " فتقدم يسوع و كلمهم قائلا دفع الي كل سلطان في السماء و على الارض. " ( مت 28 : 18 ) وفى نفس الوقت هو ابن الإنسان الذى قال عن نفسه " فقال له يسوع للثعالب اوجرة و لطيور السماء اوكار و اما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه " ( مت 8 : 20 )
هو ملك الملوك ورب الأرباب كإله " لانه رب الارباب و ملك الملوك " ( رؤ 17 : 14 ) "وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب " ( رؤ 19 : 16 ) والذى تخضع له كل الخليقة " لتتعبد له كل الشعوب و الامم و الالسنة سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول و ملكوته ما لا ينقرض " ( دا 7 : 7 ) " لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء و من على الارض و من تحت الارض " ( فى 2 : 10 ) وهو أيضا الذى دفع الضريبة كإنسان ( مت 17 : 27 ) ووقف يحاكم أمام الولاة الرومان بيلاطس وهيرودس ( لو 23 : 11-12 ) كإنسان ولك على الرغم من أنه لم يخف ملكوته هذا عندما قال لبيلاطس " مملكتي ليست من هذا العالم لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود و لكن الان ليست مملكتي من هنا " ( يو 18 : 36 ) وحكم عليه بالموت بناء على رغبة رؤساء اليهود وحكم الرومان .
هو الحى الذى لا يموت كإله الذى له الحياة فى ذاته ومعطى الحياة " فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس " ( يو 1 : 4 ) " أنى أنا حى فانتم ستحيون " ( يو 14 : 19 ) " كما أرسلنى الآب الحى وأنا حى بالآب " ( يو 6 : 57 ) " والحى وكنت ميتا وها أنا حى إلى ابد الآبدين آمين ولى مفاتيح الهاوية والموت " ( رؤ 1 : 18 ) والذى مات كإنسان " ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه فى يدك استودع روحى ولما قال هذا اسلم الروح " ( لو 23 : 46 )
هو رب الناموس ومعطى الناموس والشريعة كإله " 27- قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن. 28- و اما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. 29- فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها و القها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك و لا يلقى جسدك كله في جهنم.
30- و ان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها و القها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك و لا يلقى جسدك كله في جهنم. 31- و قيل من طلق امراته فليعطها كتاب طلاق. 32- و اما انا فاقول لكم ان من طلق امراته الا لعلة الزنى يجعلها تزني و من يتزوج مطلقة فانه يزني.33- ايضا سمعتم انه قيل للقدماء لا تحنث بل اوف للرب اقسامك. 34- و اما انا فاقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لانها كرسي الله.
35- و لا بالارض لانها موطئ قدميه و لا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم. 36- و لا تحلف براسك لانك لا تقدر ان تجعل شعرة واحدة بيضاء او سوداء. 37- بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا و ما زاد على ذلك فهو من الشرير.38- سمعتم انه قيل عين بعين و سن بسن. 39- و اما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر " ( مت 5 : 27-39 ) وهو أيضا المولود تحت الناموس كإنسان " و لكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة مولودا تحت الناموس " ( غل 4 : 4 ) والذى تم الناموس " 21- و لما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن. 22- و لما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب. " ( لو 2 : 21-22 )
هو " الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر " ( يو 1 : 18 ) " أنا والآب واحد " ( يو 10 : 30 ) " اني في الاب و الاب في و الا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها " ( يو 14 : 11 ) وفى نفس الوقت كان خاضعا للآب بحسب ناسوته فيقول " يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس و لكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت " ( مت 26 : 39 ) كما قال عن خضوعه كالابن للآب " و الذي ارسلني هو معي و لم يتركني الاب وحدي لاني في كل حين افعل ما يرضيه " ( يو 8 : 9 ) " و لكن ليفهم العالم اني احب الاب و كما اوصاني الاب هكذا افعل " ( يو 14 : 31 ) هو رب الطبيعة والذى تخضع له كل عناصر الطبيعة فقد حول الماء إلى خمر ( يو 12 : 1-10 ) ومشى على مياه البحر الهائج _ مت 14 : 25 ، مر 6 : 49 ، يو 6 : 19 ) " 39- فقام و انتهر الريح و قال للبحر اسكت ابكم فسكنت الريح و صار هدوء عظيم. 40- و قال لهم ما بالكم خائفين هكذا كيف لا ايمان لكم. 41- فخافوا خوفا عظيما و قالوا بعضهم لبعض من هو هذا فان الريح ايضا و البحر يطيعانه " ( مر 4 : 39-41 ) ومع ذلك فقد مات كإنسان على الصليب بحسب الطبيعة البشرية التى له بناسوته يقول الكتاب " مماتا فى الجسد " ( 1بط 3 : 18 ) " تألم المسيح لأجلنا فى الجسد " ( 1بط 4 : 1 ) ومع ذلك يقول " لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد " ( 1كو 2 : 8 )
قال " أنا والآب واحد " ( يو 10 : 30 ) وقال أيضا " أبى اعظم منى " ( يو 14 : 28 ) والواحد مع الآب تعنى أنه واحد مع الآب فى الذات والجوهر والطبيعة وأن كل ما هو للآب هو للابن ولكنه قال " أبى اعظم منى " بسبب تجسده تنازله وإخلاء نفسه وتواضعه صار الآب اعظم منه بالتجسد لكنه لم يقل " أنا والآب واحد بلاهوتى " ولا أبى اعظم منى ناسوتى أو اعظم منى بحسب الناسوت بل قال " أنا والآب واحد " و" أبى اعظم منى " ناسبا ما للاهوت للناسوت وما للناسوت للاهوت كالإله المتجسد
وكما قال الكتاب أن ابن رب المجد صلب وأن الله سفك دمه على الصليب قال أيضا أن ابن الإنسان هو الرب والديان وغافر الخطايا وأنه الحى والذى له الحياة فى ذاته وفى معظم المرات التى ذكر فيها لقب " ابن الإنسان " كان يظهر مرتبطا بصفة من صفات اللاهوت فهو الإله كلى العلم العالم بكل شئ وفى نفس الوقت الإنسان المحدود فى المعرفة والذى يبدو وكأنه يجهل بعض الأمور " يقول الكتاب عن معرفة المسيح المطلقة بالإنسان " فعلم يسوع أفكارهم " ( مت 9 : 4 ، مت 12 : 25 ) " فعلم يسوع خبثهم " ( مت 22 : 18 ) " ولأنه كان يعرف الجميع " ( يو 2 : 24 ) " ولأنه لم يكن محتاجا أن يشهد أحد عن الإنسان لأنه علم ما كان فى الإنسان " ( يو 2 : 25 ) وقد كشف ما سيحدث فى المستقبل لتلاميذه " ها أنا سبقت وأخبرتكم " ( مت 24 : 25 ) " أقول لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون أنى أنا هو " ( يو 13 : 19 ) " وقلت لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون " ( يو 14 : 29 ) ووصف لهم كل ما سيحدث لهم بعد صعوده وما سيحدث للكنيسة حتى وقت مجيئه الثانى فى مجد " 2- سيخرجونكم من المجامع بل تاتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله.3- و سيفعلون هذا بكم لانهم لم يعرفوا الاب و لا عرفوني. 4- لكني قد كلمتكم بهذا حتى اذا جاءت الساعة تذكرون اني انا قلته لكم و لم اقل لكم من البداية لاني كنت معكم. " ( يو 16 : 2-4 ) وكان يعلم من سيؤمن به ومن لا يؤمن " لان يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون و من هو الذي يسلمه " ( يو 6 : 64 )
وكان يعلم ساعته المحتومة ليصلب " و اما يسوع فاجابهما قائلا قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان " ( يو 12 : 23 ) " اما يسوع قبل عيد الفصح و هو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب " ( يو 13 : 1 ) " فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتى عليه " ( يو 18 : 4 ) وكان يعلم من هو الذى يسلمه " لأنه عرف مسلميه "( يو 13 : 11 ) وبالتجربة عرف تلاميذه أنه يعلم كل شئ " الان نعلم انك عالم بكل شيء و لست تحتاج ان يسالك احد " ( يو 16 : 30 ) ولذلك يقول الكتاب عنه 3- المذخر فيه جميع كنوز الحكمة و العلم. " ( كو 2 : 3 )
ومع ذلك فكإنسان يقول الكتاب أنه نما فى الحكمة والمعرفة والقامة أى الجسد " 40- و كان الصبي ينمو و يتقوى بالروح ممتلئا حكمة و كانت نعمة الله عليه.41- و كان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح. 42- و لما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد. 43- و بعدما اكملوا الايام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم و يوسف و امه لم يعلما.
44- و اذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم و كانا يطلبانه بين الاقرباء و المعارف. 45- و لما لم يجداه رجعا الى اورشليم يطلبانه.46- و بعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم و يسالهم. 47- و كل الذين سمعوه بهتوا من فهمه و اجوبته. 48- فلما ابصراه اندهشا و قالت له امه يا بني لماذا فعلت بنا هكذا هوذا ابوك و انا كنا نطلبك معذبين. 49- فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني الم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لابي. 50- فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما.51- ثم نزل معهما و جاء الى الناصرة و كان خاضعا لهما و كانت امه تحفظ جميع هذه الامور في قلبها. 52- و اما يسوع فكان يتقدم في الحكمة و القامة و النعمة عند الله و الناس " ( لو 2 : 40-52 ) " و يحل عليه روح الرب روح الحكمة و الفهم روح المشورة و القوة روح المعرفة و مخافة الرب " ( أش 11 : 2 ) وبدا فى بعض الأحيان وكأنه يجهل بعض الأمور مثل المكان الذى دفن فيه لعازر " 34- و قال اين وضعتموه قالوا له يا سيد تعال و انظر. " ( يو 11 : 34 ) كما بدا وكأنه يجهل اليوم والساعة الذى سينتهى فيه العالم عندما قال لتلاميذه " و اما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما احد و لا الملائكة الذين في السماء و لا الابن الا الاب " ( مر 13 : 32 ) " 7- فقال لهم ليس لكم ان تعرفوا الازمنة و الاوقات التي جعلها الاب في سلطانه " ( أ ع 1 : 7 )
فهو الإله المتجسد الذى يجمع فى ذاته اللاهوت والناسوت هو كلمة الله وحكمه الله وقوة الله الله معنا وهذه حقيقة لاهوته وهو أيضا ابن الإنسان وهذه حقيقة ناسوته أى أنه كإله فهو الله ذاته كلمة الله ابن الله وكإنسان فهو ابن مريم فقد كان كاملا فى لاهوته وكاملا أيضا فى ناسوته له كل ما لله الآب وله أيضا كا للإنسان لأنه الإله المتجسد كلمة الله الذى صار جسدا صورة الله الذى أتخذ صورة العبد الله الذى ظهر فى الجسد الذى جاء إلينا فى الجسد حل بملء لاهوته فى الجسد ومن ثم فقد صار مجربا مثلنا فى كل شئ بلا خطية هو الله غير المرئى بلاهوته والذى صار مرئيا بتجسده يقول القديس يوحنا بالروح " 1- الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رايناه بعيوننا الذي شاهدناه و لمسته ايدينا من جهة كلمة الحياة. 2- فان الحياة اظهرت و قد راينا و نشهد و نخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب و اظهرت لنا. " ( 1يو 1 : 1-2 )
تعليقات
إرسال تعليق